يكاد يكون لبنان البلد الوحيد في هذا العالم الذي يُجري انتخابات عامة كل اربع سنوات بقانون انتخابي جديد في كل مرة , وقد يكون البلد الوحيد في العالم الذي تُفرّغ من صندوقة اقتراعه نفس الاوراق كل اربع سنوات ,, والشعب اللبناني هو الشعب الوحيد في العالم الذي يمارس اللعبة الانتخابية لتكريس وضعه المأزوم وللتجديد لمعاناة يشتكي منها طوال الاربع سنوات فائتة .. والنائب اللبناني هو النائب المنتخب الوحيد في العالم الذي لا يسعى لارضاء ناخبيه او حتى انه غير معني بهمومهم وبالتالي غير مضطر لتجديد رضاهم كل مرة لانه اكتسب منهم ومن المرة الاولى " رضا متواصل " صالح لكل الظروف والاماكن والمتغيرات .. وامام هذه البانوراما اللبنانية الدرامية المحزنة ينبري دائما السؤال الكبير , " ما العمل ؟؟ " واذا كان هذا السؤال هو المقدمة للثورة البلشيفية مطلع القرن العشرين فان كل ما نرمي من اعادة طرحه في واقعنا هو معالجة هذا العقم المستحكم في رحم صندوقة الاقتراع مما يجعلها عاقر غير قادرة على استيلاد ابناء جدد في كل مرة ولكن قبل الاجابة عن السؤال وحتى لانقع في شبهة تشخيص اسباب الخلل ونتسرع برمي العلة فقط على عقم احد الطرفين منفردا علينا ان ندرك ان الانتخاب هو عملية تزاوج بين صندوق العقل للمقترع وبين تلك الصندوقة المسكينة ....فاذا ما كنا عاجزين عن تحديد مكان الخلل لأن العقر حتما موجود عند احد الطرفين ... الا ان من المؤكد اننا نعاني ومنذ امد بعيد من ..... عقم انتخابي !!!!!