شهداء الخيانة السورية

  لقد شكّل استشهاد القائد الجهادي عماد مغنية في سوريا عام 2008 نكسة كبيرة لحزب الله لما كان الشهيد يمثله على صعيد العمل المقاوم ضد العدو الاسرائيلي، وشكل استشهاده خسارة كبيرة مُني بها حزب الله  استمرت لسنوات، ولم يشأ الحزب حينذاك الإعلان عن تفاصيل استشهاد مغنية نظرا لارتباط الموضوع وعمليات التحقيق بخيانة من داخل سورية أدت الى استشهادة، وبقي الأمر بعيدا عن أدبيات حزب الله نظرا للعلاقة التي تربط الحزب برأس النظام السوري بشار الأسد .

بعد استشهاد مغنية بسنوات تطورت الأحداث في المنطقة وفي سوريا تحديدا لتكون سوريا مسرحا كبيرا للعبة الحرب في المنطقة، زجّ حزب الله نفسه فيها كحليف لنظام الأسد، ومع دخول قوات حزب الله إلى سوريا مع بداية الأزمة لاحظنا إلى حدّ كبير أعداد القتلى الذين سقطوا وما زالوا لأسباب ردّها مسؤولون في الحزب خلال المراحل الأولى من الحرب السورية إلى خيانة الجيش السوري، واستمرت هذه الخيانات والتي أدت فيما بعد لاستشهاد القائد في الحزب أبو عيسى الإقليم ثم القائد أبو محمد الإقليم، واستشهد بعدها سمير القنطار وغيرهم،والسلسلة طويلة وكلها حصلت ببصمات عمالة وخيانة على الأراضي السورية ربما استغلها العدو الإسرائيلي لتنفيذ انتقامه من حزب وثأره من المقاومين على الأراضي السورية التي شكلت مقتلا لحزب الله منذ دخولها على كل صعيد .

إغتيال مصطفى بدر الدين بالأمس قضى القائد في الحزب مصطفى بدر الدين لتؤكد هذه العملية الجديدة ما هو مؤكد من عبء الخيانة التي يتعرض لها حزب الله في سوريا والتي أدت إلى مقتل العديد من القادة والعناصر على مذبح النظام السوري. والسؤال الذي يبرز هنا إلى متى سيبقى الحزب الله يدفع ثمن هذه الخيانات بدماء شبابه وعناصره وقادته؟

مع العلم أن أحدا من الحزب لن يتجرأ ليتحدث عن هذه الخيانة إحتراما للنظام الذي باتت أرواح أبنائنا تقدم فداء له وتقربا إليه.

إن هذه الأخطاء لم تعد مبررة أو لم يعد بالإمكان تبريرها بعدما انتفت كل عبارات التبرير وإن هذه الإستهانة بدماء الناس والشباب الى هذا الحد لم تعد مقبولة , والإسئلة باتت كثيرة جدا عن هذا الموت الرخيص في سوريا .