مع اقتراب موعد إجراء الإنتخابات البلدية في الجنوب المقررة يتاريخ 22 من هذا الشهر بحسب وزارة الداخلية تشتد حدة المعركة التنافسية بين الأحزاب والمستقلين حينًا وبين أولوية تربّع هذه العائلة أو تلك على كرسي رئاسة البلدية حينا آخر

غياب الكوتا النسائية عن لوائح حزب الله وحركة أمل

هذا التنافس الشديد الذي يظهر شدة احتدام المعركة الإنتخابية أشاح بنظر المجتمع عن نقطة هامة جدا وهي غياب الكوتا النسائية عن اللوائح المدعومة من حزب الله وحركة أمل في الجنوب.

هذه النقطة التي قد يعتبرها البعض عبثية نظرًا للتفكير الذكوري الطاغي في المجتمع الشرقي هي من جهة أخرى بذات أهمية مشاركة الرجل نظرا لما باستطاعة المرأة أن تقدّمه من إنجازات ومن تمثيل لشريحة يُمارس عليها سياسة كمّ الأفواه باسم الدين، حيث يقول البعض "على المرأة أن لا تخرج من بيتها وان تمشي إلى جانب الجدران كي لا ترى أو يراها أحد"

هذا التفكير الذي يعارض الدين الاسلامي الحقيقي والذي يضع المرأة في فقاعة السجن بسبب "الحلال والحرام" يُعارض ما نقوله عن الفتيات بأنهن زينبيات لأن السيدة زينب "ع" استطاعت بجرأتها وإرادتها إيصال رسالة أخيها الحسين "ع" إلى العالم بأسره وزلزلت بكلامها عرش يزيد في مجلسه، فكيف نوصف بالزينبيات ونحن في مجتمع يحاول كتم صوت المرأة بحجة الدين؟

لم يُسمح لي لأنني "فتاة" 

تقول إحدى الفتيات الجنوبيات الطامحات الى الوصول لكنّها مُنعت من الترشّح لأنها فقط "فتاة" :"أعتقد أن المرأة تستطيع أن تطرح وتقوم بمشاريع انمائية وخدماتية بحتة بدون أن يكون لديها أي أبعاد سياسية بعكس الرجل تمامًا، لكنّ المجتمع الذي نعيش فيه لا يتقبّل أبدا هذا الأمر بحجة الإختلاط والحجّة الأهم هي "التفكير الذكوري" الذي ما زال رغم كل التطور ينظر إلى المرأة بأنها "بنص عقل" ولا تستطيع النجاح لوحدها"

وفي سياق هذا الأمر نطرح سؤالا واحدًا "هل فعلا هذا هو سبب غياب الكوتا النسائية عن لوائح الجنوب بعكس ما نراه في المناطق المسيحية؟" فإن كانت الإجابة نعم ..فإننا نسأل ماذا عن كلامكم المتعلّق بدور المرأة  وتضحياتها في الإسلام؟