أثار تكريم الباحث اللبناني السيد جعفر مرتضى من قبل فرع بيروت لجامعة المصطفى العالمية التي تُعتبر من الجامعات الرسمية في إيران لديها فروع في مختلف البلدان الإسلامية ردود غاضبة بين أوساط المثقفين اللبنانيين، اعتبروا أن هذا التكريم يعني إساءة واضحة للعلامة السيد محمد حسين فضل الله الذي ظلمه السيد جعفر مرتضى بتوجيه اتهامات سخيفة طوال العقد الأخير لحياة السيد فضل الله.

  وجاءت زيارة الشيخ الأختري رئيس المجمع العالمي لأهل البيت للسيد علي محمد حسين فضل الله تطميناً للأخير بأن تكريم السيد جعفر مرتضى من قبل جامعة المصطفى لا يعبر عن موقف إيراني رسمي مخففاً دلالات هذا التكريم ومحاولاً حكره على المجال البحثي والدراسي والأكاديمي، لو نسلّمم ونفترض بأن السيد مرتضى حقق إنجازاً في هذا المجال.  

أما الشيخ أختري الذي ترأس وفداً رفيع المستوى مشكل من السيد نواب و الشيخ الأراكي معه لزيارة السيد علي فضل الله، وأكد على أن تكريم السيد مرتضى لا يعني موقفاً إيرانياً رسمياً من السيدين، رفض الحضور في حفل تكريم السيد جعفر مرتضى خلافاً لما أشاعه بعض الزملاء والصور التي نشرت للحفل تشهد بذلك، فضلاً عن أن الشخصيات السياسية الإيرانية فيهم من كان يحب السيد فضل الله ويحترمه وفيهم من كان ناقداً له وفيهم وهم القلائل من كان يكرهه لأسباب سياسية تعود إلى إعلانه المرجعية مقابل المراجع الإيرانية.  

وبغض النظر عن تضارب الأراء بشأن السيد وليس هنا مجال تناوله، ينبغي القول بأن الجمع بين السيدين فضل الله ومرتضى ليس من الأمور المستحيلة، فإن هناك الآخرون من علماء الشيعة كفروا بعضهم البعض ولكنهم الإيرانيون يحترمون جميعهم ولا يعتبرون أن احترام واحد يتناقض احترام خصمه او عدوّه.

  وعلى سبيل المثال في العهد المشروطة قبل مائة عام كفر الشيخ نوري و الشيخ النائيني بعضهما البعض على قضية شرعية الدولة الدستورية  ولكنهما محترمان ومكرمان بسبب خدمات قدماها لإيران.

  فاين ذهب التسامح اللبناني الذي لا يتحمل تكريم رجل دين لديه عشرات البحوث والدراسات في التاريخ والعقيدة، بغض النظر عن مستوى قيمتها العلمية، فإن هذا موضوع آخر يجب أن يتناوله الباحثون.

  وملخص القول إن عدم مشاركة الشيخ الأختري في حفل تكريم السيد جعفر مرتضى له دلالات يجب أخذه بعين الاعتبار، ومشاركة الآخرين من زملائه الذين سافروا إلى بيروت بداعي المشاركة في مجمع علماء المقاومة وليس بداعي المشاركة في حفل تكريم السيد مرتضى، أيضاً ينبغي عدم تحميله دلالات إضافية.