تسارعت الأحداث في ليبيا سياسيا وعسكريا، وسط أنباء متضاربة حول مجريات معركة تحرير سرت من قبضة تنظيم داعش الذي عمد الإثنين إلى استعراض قواته في تحد واستفزاز واضحين للسلطات الليبية في شرق البلاد وغربها.

ورغم تزايد التصريحات السياسية والعسكرية التي تؤكد أن هذه المعركة قد بدأت بالفعل، ، فإن ذلك لا يمنع من القول إن معركة تحرير مدينة سرت التي أعلنها تنظيم داعش عاصمة له، تتحرك بخطوة إلى الأمام، مقابل عشر خطوات أخرى إلى الوراء.

ويلقى هذا الوصف الذي بات يردده المراقبون المتتبعون لسير هذه المعركة، تبريراته من خلال التطورات الميدانية التي لا توحي بأن هذه المعركة قد انطلقت بالفعل.

ونشر تنظيم داعش، الأحد، صورا على مواقع التواصل الاجتماعي لاستعداداته لمواجهة العمليات العسكرية التي تستعد قوات الجيش شنها، في الوقت الذي أكد فيه العقيد أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم القيادة العامة للجيش الليبي، أن معركة سرت متواصلة، وقوات الجيش تتقدم نحو المدينة.

ولكنه أقر في تصريحات نُشرت الإثنين، بأن هذا التقدم” بطيء جدا”، وبرر ذلك بالقول إن هذا البطء هدفه “تفادي الوقوع في أي فخ لتنظيم داعش”، لافتا ، الى أن قوات الجيش “تعمل على قطع الإمدادات من الجنوب الليبي نحو سرت، وتسيطر على كل المعابر الصحراوية نحو هذه المدينة”.

وتوقّع أن المعركة الأولى المباشرة للجيش الليبي “ستكون مع الجماعات الإرهابية التي تحركها الأذرع والدروع الإخوانية”، وذلك في إشارة إلى ما تبقى من الميليشيات المسلحة التابعة لتحالف “فجر ليبيا”الموالي لجماعة الإخوان.

واعتبر الخبير الأمني الليبي نايف الحاسي في تصريح ل»العرب» أن بطء سير معركة التحرير ” له مُبررات أمنية وعسكرية، وأسباب سياسية”.

وفيما نفى الحاسي وجود أي تردد أو ارتباك في سير معركة تحرير سرت التي وصفها بـ”المفصلية والحاسمة، لأن نتائجها ستفرض وضعا سياسيا جديدا في البلاد”، يرى مراقبون أن الانقسامات السياسية التي تشهدها ليبيا ألقت بظلالها على مجريات المعركة، لاسيما بعد بيان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج الذي حذر فيه من أن معركة سرت “قد تجر البلاد إلى حرب أهلية طاحنة.

 

العرب