لم يكن تيار المستقبل يعلم أن الدورة الحالية للإنتخبات البلدية مختلفة عما سبقها من الإنتخابات البلدية وخصوصا في العالم 1998عندما كرس المستقبل حضوره كقوة ساحقة في مدينة بيروت.
ولان جردة الحساب للمجلس البلدي الحالي لم تكن بمستوى التطلعات لجأ المستقبل الى تغيير كامل في بنية المجلس البلدي فأعلن لائحة مكتملة كانت مثار جدل واسع لدى علائلات وأهالي بيروت نظرا للإعتبارات الطائفية والفئوية السياسية التي رافقت الإعلان عن اللائحة وتشكيلها، وجاءت التسمية لتشكل أيضا مادة استفزاز لشريحة كبيرة من أهالي بيروت وعائلاتها .
وكنوع من أنواع الإنتفاضة على هذا الواقع أعلنت في الجهة المقابلة لائحة " بيروت مدينتي " كرد على لائحة الحريري ومحاولات استئثاره بقرار بيروت فشكلت اللائحة بما تضم من مواصفات و كفاءات وطاقات بيروتية تهديدا حقيقيا للائحة تيار المستقبل الذي عبّر عن استياء واضح مما أسماء مزايدات لائحة "بيروت مدينتي وخصوصا
من مؤسسة سمير قصير التي يعتبرون أنها عرابة هذه المبادرة، غير الواقعية، والتي توجه سهامها صوب "المستقبل"، الذي "لم يقصر يوماً في دعم أي نشاط للمؤسسة".
وحتى الساعة يتجنب "المستقبل" فتح أوراقه التي يقول أنها تكشف "بيروت مدينتي" ومزايداتها، إلا أنه في المقابل، لا يخفي أن المعركة محتدمة، والنشاط في أروقة "التيار" لمعركة 8 أيار، تدل على ذلك، وكأن المعركة البلدية محصورة في بيروت.
وبعد أن كان المستقبل في الدورات الانتخابية السابقة يعتبر ان نتائج المعركة كانت دائما لصالحة إلا أنه يتخوف هذا العام بشكل فعلي من النتائج بناء على مجموعة من العوامل النكسات التي مني بها تيار المستقبل من جهة ومنيت بها بلدية بيروت الحالية من جهة أخرى.
ولذلك يلجأ تيار المستقبل الى وضع كل طاقته في مصلحة لائحة البيارتة التي أعلنها سعد الحريري وهاجسه الأساس كيفية رفع نسبة المشاركة، خصوصاً أن العوامل السياسية التي أدت الى تراجع العام 2010 والإستياء من اداء "التيار" لا تزال حاضرة، ويضاف اليها العامل الإنمائي، خصوصاً أن بلدية بيروت الحالية برئاسة بلال حمد فشلت فشلاً ذريعاً، ما أدى الى اقصاء حمد وكل فريقه من اللائحة الجديدة، في وقت كانت خدمات "المستقبل" المباشرة منعدمة نظراً الى الأزمة المالية التي يمر بها
.
ويضاف الى هذه معركة حسب المستقبل  نسبة المشاركة سنياً هذا العام  لتشكل معضلة أساسية، متعلقة بمدى تمثيل هذه اللائحة لـ"البيارتة" فعلياً، في ظل استياء عارم في أوساط أكثر من عائلة لتغيبها عن اللائحة، خصوصاً أن بعضها يدين بالولاء لـ"المستقبل"، ومن بينهم قيادات سياسية فيه.
 هذا الإستياء دفع كثراً الى الحديث في مجالسهم الخاصة عن دعم لائحة "بيروت مدينتي" كخيار بديل، أو حتى رفض الأقتراع، خصوصاً آل الداعوق الممثلين في لائحة "بيروت مدينتي" بمي الداعوق، بعد أن أعلن رئيس جمعية "المقاصد" المهندس محمد أمين الداعوق دعمه لهذه اللائحة
.
ويواجه تيار المستقبل أيضا قلقا كبيرا من قدرة "بيروت مدينتي" على تحريك الكتلة الصامتة، خصوصاً أنها كتلة مرجحة ومقررة، اضافة الى نشاط ملحوظ نجح في الوصول حتى الى الشرائح السنية، عبر التواصل مع الجمعيات الأهلية، التي تتمتع بحضور قوي في الساحة البيروتية، اضافة الى كتلة وازنة مستاءة من سياسات تيار "المستقبل" وتقصير بلدية بيروت، والتي تستعد لتصب في صناديق الأقتراع لمصلحة "بيروت مدينتي" كخيار بديل، و"نكاية" بـ"المستقبل".
وأمام هذه المعطيات فإن المؤشرات الأخيرة حتى الساعة تؤكد حصول معركة انتخابية حادة سيخوضها المستقبل في مواجهة لائحة بيروت مدينتي وستكون صناديق الاقتراع يوم الاثنين القادم الحكم والفيصل في نتائج هذه المعركة .