يعتبر التكليف الشرعي بمعناه الفقهي والديني الإلتزام بأوامر الله سبحانه وتعالى ونواهيه وقد عرف فقهاء الشريعة التكليف على أنه التزام بالأوامر والنواهي الإلهية.
ومصدر التكليف هم الرسل والأنبياء، على أن الله سبحانه وتعالى وضع التكاليف وأرسل معها الأنبياء لينقاد الناس إليهم ويطيعونهم وقد قال تعالى :" ﴿إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَاد﴾ الرعد 7.
وهكذا بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فما كان اللَّه ليترك الأمة دون راع يحدد لها تكليفها فكان الأئمة عليهم السلام المسؤولون عن تبيان التكاليف الإلهية وتوضيحها للعامة فورد عنهم عليهم السلام فيما خصّ التكاليف والأحاديث قولهم في التكليف والحديث  "فارجعوا بها إلى رواة حديثنا". وقد أصبح التكليف فيما بعد محل اهتمام العامة تقربا إلى الله والتزاما بأحكامه وأوامره.  


ومن هنا كان التكليف والإلتزام به في الدين عبادة وتعبد ولا ينطلق التكليف الشرعي من قناعات شخصية وتقييمات ذاتية لأي شخصية أو  بل تحدده مرجعية محدّدة، وهي المعنية فيه  كالمرجع أو الولي على أن تكون هذه المرجعية أو الولاية بعيدة عن الاستغلال الشخصي والمصلحي، وعدم استخدام هذا التكليف لمآرب ذاتية أو شخصية أو حزبية أو سياسية عامة. 
ولذلك بقي التكليف الشرعي محدود الإستخدام لدى مراجع التقليد ولم يستخدم إلا في شؤون العبادات، إلى أن ظهرت فيما بعد نظرية ولاية الفقيه لتتبنى التكليف الشرعي كوسيلة للتأثير على الأتباع والعامة للإنصياع لأوامرها ورغباتها وللإلتزام بخياراتها السياسية والعسكرية، ومن هنا انطلقت فكرة التكليف الشرعي محليا، فجرى استخدامها عند كل كل منعطف يكون فيه حزب الله مأزوما تجاه قاعدته ومناصريه فيلجأ لإصدار ما عرف بالفتوى أو التكليف الشرعي لقمع الرأي الآخر وإسكاته ،ولفرض الخيارات عليه حتى لم لو يكن راضيا بها .

وفي الاستحقاق الانتخابي وبعد فشل الحزب في استمالة العائلات والمناصرين الى خياراته الإنتخابية لجأ إلى إصدار التعميم التنظيمي بالتكليف الشرعي ليؤكد على المناصرين والمتفرغين والمؤيدين ضرورة الإلتزام بهذه الخيارات دون الوقوف على رأي هذا أو ذاك وهو إسقاط الخيارات الحزبية على الشأن البلدي المتصل أكثر بحياه الناس والعائلات وقراهم ومدنهم.


 

إنها خدعة سياسية بلباس شرعي، وإنها قمع للرأي الآخر بلباس ديني وسطوة دينية يستخدمها حزب الله للحد من حالة الإعتراض التي يتعرض لها بشأن خياراته البلدية وقناعته السياسية فهل سيفلح الحزب باستخدام هذا المصطلح الديني لمآربه السياسية ؟ الجواب لدى شريحة كبيرة من العائلات والمؤيدين المعترضين على سياسة حزب الله البلدية وبالتأكيد سيكون الجواب أوضح في صناديق الإقتراع .