أثبتِ الدراساتُ والتجاربُ أنّ المرأة لها القدرة على النجاح في العمل الإداري والتحلي بالصبر والعقلانية أكثر من الرجل،والأدلة كثيرة ومنها أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية،وأكثر الإدارات نجاحاً في أمريكا وبلاد الغرب تقودها امرأة، وأنا أرى أنَّ أي تركيبة للوائح لا تتناصف فيها المرأة مع الرجل فهو مجموعة مبتورة ولا خيرَ فيها،بل أجرؤ القول بأنّ المجلس البلدي الذي يخلو من المرأة فقَدْ فَقَدَ الميثاقية الإنسانية والأخلاقية،وهذا من باب العقوق والنكران،فكيف نرضاها ناخبة ونأبى وجودَها منتخَبَة،إنها العقلية الذكورية التي تتناقض وقيم الإسلام السمحة التي أنصفها وظلمَها الرجل الذكوري بعقليته المنغمسة بظلمة الجاهلية.فلطالما أنّ النساء يشكِّلنَ العددَ الأكبَر من الهيئة الناخبة ،فمِنَ الإنصاف شكرَها بانتخابها بربع او نصف المجلس،فنساء البلدة بحاجة لوجود المرأة في المجلس والمخترة لأنّها الأقدر على تفهُّم معاناتهن وحلِّ مشاكلهنَّ والأقرب لأسرارهن ومحاكاة واقعهنّ،وعلى وزارة الداخلية التحفُّظ على أي مجلسٍ بلدي ليس للنساء فيه حظُّ وَفِيْر،ولا يمكن حصول ذلك إلا بقانون الكوتا بحيث يكون للنساء عشر بالمئة من عدد مقاعد المجلس،فالقانون يحصِّنُ موقعها ويُثّبِتُ حقَّها من دون منّة من الرجل.فطوبى لمجلسٍ بلديٍّ تقودُهُ امرأة رائدة مميَّزةٌ بكفاءِتها التي تضاهي بها أكابرَالرجال.

لأنّ المرأةَ التي من رحمها خرج قادةُ المجتمع فمنَ الأولى أن نُبايِعَها على عرش المناصب التي تصنع القرار السياسي والاجتماعي والإنمائي.فللنساء الدور الأبرز في عملية النهوض الثقافي والاجتماعي في البلدة وبوسع البلدية تأسيس لجنة (تمكين المرأة اقتصادياً وثقافياً),للاهتمام بفتيات البلدة على الصعد كافة.فكل الأحزاب اللبنانية يوجد فيها (قطاع المرأة )لا لشيءٍ وإنما لستخيرهن كمكنة انتخابية،وعند توزيع المناصب الرسمية والحزبية تراهم العينَ العوراء عنها.

ومن المعيب أن ندَّعي التدَيُّنَ او المدنية والعلمانية ونمارس عملية الإقصاء في عزل المرأة عن المشاركة الحقيقية في الحياة العامة.فالذي يكتفي بالمرأة صوتاً ناخباً ويرفض انتخابَها كما انتخبته فهذه هي الأنانية المقيمة والعبودية المُهْلِكَة. وعلى النساء القيام بانتفاضة على النهج الذكوري،وتشكيل نواة لائحة نسائية،فلو انتخبتِ المرأةُ المرأةَ فإنّ ذلك كفيل لتشكيل مجلس بلدي ونيابي وحكومي من دون رحمة الذكور،ولاستغاثَ عندها الرجالُ كالأطفال على أبوابهنَّ.

 

ولكنّ الآفة والطَّآمَة الكبرى أنَّ المرأة لا تثق بالمرأة بل وتغار منها،فتفضِّل وصُول الرجل على أن ترى زميلتها في سدة المسؤولية.فواقع نساء العربيات يشبه حالةَ الأمة،مرضُها منها وفيها... فطوبى لمجلس بلدي تزيّنه نساءٌ رائدات بشخصية المراة القيادية الفولاذية.