محمد عبيد، مدير عام وزارة الإعلام السابق، والموضوع بالتصرف منذ أكثر من عشر سنوات،لأسباب إدارية ومسلكية، يملأ شاشات التلفزة هذه الأيام مدافعاً ومنافحاً عن حزب الله، الحضن الجديد والملاذ الآمن الذي لجأ إليه بعد أن انقلب على ربيب نعمته الأستاذ نبيه برّي، وحركة أمل معاً، وهذا حقه الطبيعي والشخصي.

وإذ كُنّا نأمل بأن يظهر جيل جديد من المنافحين  لتيار المقاومة والممانعة أكثر رصانة وعقلانية، وأكثر تواضعاً وموضوعية، إذ به يستوي مع أقرانه :وئام وهّآب والعميد حطيط، والاعلامي رفيق نصر الله، والصحافي غسان جواد، وعابر المذاهب سالم زهران.

محمد عبيد، اليوم ، وعلى شاشة lbc يفوق الجميع عنجهية وصفاقة، يسخر من معظم سياسيّي لبنان، من قضى ومن ينتظر، ويتحكّم (يعني طبعاً سيده) بلعبة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، والسيد عبيد ليس مستعجلاً، وطبعاً المعني سيده، ومع أنّ هذه معلومة يعرفها القاصي والداني ويُردّدها، إلاّ أنّ السيد عبيد يجزم بأنّ الرئاسة لا يحددها سعد الحريري أو السعودية، ولا جعجع، ولا مسيحي ولا مسلم، فالرئاسة قيد حسابات حزب الله الإقليمية، وتحديدا الإيرانية منها. وهكذا لم يأت السيد عبيد بجديد، سوى الاستعلاء على الخصوم، والتّملق للسادة الجدد.

الجديد عند عبيد، أنّه زائر دائم للشقيقة سوريا، والرئيس الدكتور بشار الأسد( والتسمية لعبيد) هو الرئيس الشرعي لسوريا، وإلى الأبد، ولا حلول سياسية في نظره للأزمة السورية، فالجيش العربي السوري، ومعه قوى الممانعة تتقدّم على الأرض عسكريا، ولن تحسم معركة سوريا إلاّ داخلياً، بعد أن استدركت روسيا أخطاء المراهنة على التسويات السياسية. وما يعلمه ويدركه المدير العام المعزول لا يتناهى إلى أسماع لافروف، أو جون كيري، وربما بشار الأسد ذاته، وقد يكون بشار الجعفري أكثر موضوعية وواقعية من الجوقة الإعلامية لقوى المقاومة والممانعة، التي حظيت مؤخرا بالسيد محمد عبيد، حيث من المؤمّل أن يُفلح حيث أخفق الآخرون، ويأتي بما لم تستطعهُ الأوائل، فقد تمرّس في خدمة سيّدين: حركة أمل وحزب الله.