وما زلت اتابع هذا البحث الفكري الهام ما اخرني عنه الاسبوع الفائت هو مشاركة الاحوازيين العرب مؤتمرهم التاسع في هولندا

الواقع ان الدماء المهدورة , والمعارك الطاحنة لم تجلب مصلحة تذكر بل ترتب عليها عشرات المفاسد , فالدماء المسالة والنفوس المزهقة من أبناء دين واحد فضلا عن الثارات والأحقاد التي ملأت النفوس. استغلها الأعداء .

هذه الفتنة والدماء التي سالت لكي يشوهوا صورته ويصنفوه بالدموية والإرهاب، حتى صار المسلم في الخارج رمزا للإرهاب والدموية. ظهر الانحراف الفكري الديني عند بعض الأفراد والجماعات من خلال نقص الإلمام بأصول وقواعد التفسير واعتمادهم على منهج حرفي في فهم وتفسير النصوص وانتقاء آيات وأحاديث معينة، والتمسك المطلق بحرفيتها دون التفات إلى المقاصد العامة للشريعة أو معرفة بأسباب النزول وأدوات الاستدلال الفقهية واللغوية، وزعمهم بأنهم يتصلون مباشرة بالقرآن دون حاجة للاستئناس بآراء الفقهاء، فضلا عن افتقادهم لشروط الاجتهاد ومحدودية وعيهم بالتراث والتاريخ والواقع المعاصر بظروفه وملابساته إضافة إلى عدم فهم القياس أو استخدامه وتجاهل العلة والحكمة من التشريع .

” فهناك من يقرأ النصوص الشرعية قراءة سطحية ممن يعوزه إتقان الربط بين المتشابه والمحكم , وبين الجزئي والكلي , والظني والقطعي في الدلالة , والتعارض والترجيح مما يوصله إلى فــهم جزئي غــير دقيق لهـذه النصوص فنجد أصحاب الفكر المنحرف في فهم الدين الإسلامي الصحيح يقتحمون الأمور الدينية بجرأة دون رسوخ علم أوبينة جلية، فيوسعون دائرة المنكرات والمحرمات ويحكمون على الآخرين أحكاما خطيرة في أنفسهم وعقائدهم. ويثيرون شبهات دون أدلة واعتبارات. ويختلف العلماء في تفسير النصوص الشرعية وبيان مدلولاتها باختلاف طبيعة ونوعية الأصول التي يستند إليها أصحاب كل اتجاه.

” إن تفسير النصوص الشرعية يتجاذبه عادة اتجاهان :

اتجاه يقف عند ألفاظ النصوص وحرفيتها مكتفيا بما يعطيه ظاهرها واتجاه يتحرى مقاصد الخطاب ومراميه

ومن أنواع السلوك المنحرف ما يُعرف بالسلوك المضاد، أو المدمر للمجتمع، يمكن وصفه بأنه “أي فعل يصدر ضد فرد آخر أو مجموعة أفراد آخرين أو ضد المجتمع لأغراض سياسية أو غير سياسية عن طريق استعمال العنف بأشكاله المادية، أو غير المادية للتأثير على الأفراد أو الجماعات أو الحكومات وخلق مناخ من الاضطراب وعدم الأمن بغية تحقيق هدف معين

إن استخدام العقل في أعمال الشر والضرر للآخرين يُعد انحرافا فكريا عن طريق الخير والعدل والحق وهذا يمثل انتهاكا لحقوق الغير بالاعتداء على ممتلكاتهم، أو حرياتهم، أو ذواتهم , وقد يكون التعدي على الغير باسم القانون والذي قد يخضع ويتأثر بدوره لأفكار ومعتقدات المطبق له. فإذا كانت تلك الأفكار عدوانية مشحونة بالتعصب والكراهية فإن القانون وتطبيقه سينحرف بانحراف هذه الأفكار فيسوء استخدامه ويسوء بالتالي استغلاله أن تحصيل المصالح أصل من أصول الشريعة الإسلامية، إذ أن الشريعة إنما نزلت لتحصيل مصالح العباد الدينية والدنيوية ودفع المفاسد عنهم, وهذا باتفاق جميع المذاهب وبالتالي فان الحاصل ان الفكر المنحرف ذهب باتجاهات اخرى لا علاقة لها بالشريعة ومقاصدها