أفاد رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان في كلمة له خلال المؤتمر السنوي الثامن تحت عنوان North International Dental Congress في "قاعة الزاخم" في حرم جامعة البلمند - الكورة لنقابة اطباء الاسنان في الشمال عن "عن الحرب الباردة التي عادت الى الساحة الدولية وانتقلت من حائط برلين الى حدود اوكرانيا مع روسيا واليوم عادت هذه الحرب الباردة لتقترب من حدودنا بعدما وصلت الى اللاذقية ولا نستغرب ان اسرائيل وضعت اصبعها على هذا الموضوع بمناداتها اليوم بتكريس الجولان أرضا اسرائيلية"، مشيرا الى أن "هذه الحرب مترافقة مع ركود اقتصادي كبير يضرب الصين واوروبا وبريطانيا التي تهدد بالخروج من الاتحاد الاوروبي".

  وأكد أن "البطالة في روسيا بلغت أعلى المستويات"، معتبرا أن "أسباب هذا الانكماش الاقتصادي كثيرة، منها تقلب اسواق الاموال، التبدل المناخي، الحرب السورية المستمرة منذ خمس سنوات".

  ورأى أن "محاولة التهدئة موجودة، من اجتماعات الكويت الى اجتماع القمة الخليجية مع الرئيس الاميركي باراك أوباما في الرياض، والحراك الدولي الموجود والذي يبشر بالخير وبإرساء حلول للمنطقة"، متمنيا "ان تكون هذه الحلول في القريب العاجل". وأشار الى "الثورة الصناعية الرابعة، الثورة الرقمية التي نعيشها، وهي أهم مظهر للتبدل في حياتنا لكونها ستترافق مع تغير المجتمع وسلوكيات المواطنين وقيمهم"، لافتاً الى "العزلة التي يعيش في دائرتها المواطن الشاب، بسبب هذه التقنيات الحديثة".

  ورأى أن "القادة مدعوون الى أن يكونوا بالقرب من هؤلاء الناس لتوجيههم الى الخير واكتسابهم فوائد هذه الثورة العلمية، ولا سيما أن الرأي العام بات يكون رأيه بسرعة من خلالها، دون إيضاحات او معرفة الاسباب، ويعبر عنها بسرعة لذلك يحتاج الى مواكبة من الحكام وأرباب العمل والمربين والاساتذة ورجال الدين وليس الوقوف بوجه هذه الثورة لا يمكننا الوقوف في وجه العولمة والانفتاح"، مؤكداً أن "الأسباب الثلاثة انعكست على المنطقة العربية بما يسمى الربيع العربي الذي تحول الى ظلامية، مع استمرار القتل والتهجير الذي نتمنى توقفه بأسرع ما يمكن"، معتبرا أن "هذا الوضع يؤثر على لبنان المتميز بموقعه الجغرافي كبوابة عبور بين الغرب والمشرق العربي والذي أدى الى حالة خاصة تميزت بتطلع الشعوب المحيطة الى بلدنا، نظرا الى الحرية فيه والتي كانت مدعاة لأطماع وغزاة ومحبين، وهو ما أدى الى تعرض لبنان لاضطرابات عديدة، وأصبح ملاذا آمنا، إنما متعبا ومكلفا ولا سيما أن في لبنان أربعة ملايين لبناني ومليوني نازح ولاجئ، وعشرات اللبنانيين المنتشرين خارج لبنان. ورغم ذلك صمد، وبقي لبنان الذي نحبه".

  ولفت الى أن "الدولة اللبنانية تنافسها دوما دويلات، أعاقت سير عملها وتطوير النظم الحياتية والاجتماعية فيها، الى أن جاء اتفاق الطائف وعمل على إيقاف الحرب اللبنانية الاخيرة بدخول الجيش السوري الى لبنان، وطبع وجوده بطابع الوصاية" ورأى أن "الاختبار الحقيقي جاء بعد خروج الجيش السوري من لبنان عام 2005" ورصد أهم نقاط القوة والضعف، مشددا على أن "نقاط القوة تجلت بعد تحرير لبنان من العدو الاسرائيلي عام 2000، كما برهن الشعب اللبناني عن قدرته على التمسك بالعقد الاجتماعي، وهو اتفاق الطائف، والتمسك بصيغة العيش المشترك لذلك رغم ما نسمعه عن أن تدهور الوضع في سوريا سيؤثر سلبا على لبنان، فإن ذلك لم يحدث مطلقا، يا للاسف، تضررت سوريا، إنما الوضع في لبنان لم يهتز اكثر مما اهتز في غيره من الدول".

  من جهته، لفت عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب فادي كرم إلى "الديموقراطية في العلاقات المهنية كما في العلاقات الوطنية الثابتة بالانتماء الى النقابة والوطن".