في ظل فراغ رئاسي وغياب تشريعي وفي ظل الأزمة السورية والأزمات المتتالية، أخرها أزمة النفايات التي لامست السنة وصولاً إلى توتر العلاقات اللبنانية الخليجية ومنع دول الخليج رعاياها من السفر إلى لبنان، حتى بتنا اليوم نعاني من تراجع في القطاع السياحي.

ها هي سياحة لبنان اليوم لا تكاد تخرج من أزمة إلا وتدخل في أخرى، فبعد إنحسار موجة التفجيرات، توالت الأزمات السياسية، واليوم جاء دور أزمة النفايات، ولعل الأزمة الأخيرة هي الأخطر، فعدو السياحة الأول هو عدم النظافة، فكيف إذا إفتقر كل البلد الى النظافة؟

  إن أزمة النفايات كانت بمثابة مصيبة التي حلت على لبنان وخاصة وأن موسم البحر والصيف قد بدأ ولكن على ما يبدو سيكون مختلفاً هذا العام سيكون شاطئ المتوسط في لبنان من شماله إلى جنوبه متاح لجميع اللبنانيين الراغبين في السباحة ولكن مع النفايات التي رميت عشوائياً على مدار الثمانية أشهر الماضية، فمع إنتهاء فصل الشتاء وإرتفاع درجات الحرارة بدأ الناس يرتادون الشواطئ لكنهم إكتشفوا أن نفاياتهم سبقتهم إليه، فقد إختفت الرمال وإختفى قعر البحر وغطتهم عبوات الزجاج والبلاستيك والتنك وأكياس النايلون حتى وإن نظرنا إليها نتخيل أننا في أحد معامل معالجة النفايات، فهذه المشكلة عظيمة أمام اللبنانيون وخاصةً إن البحر هو المتنفس الوحيد أمام فقراء لبنان.

  لم يعد التلوث على الشاطئ اللبناني حكراً على مياه الصرف الصحي والمصانع الكيميائيّة ومعامل توليد الطاقة، اليوم تُضاف إليها النفايات التي رميت بالبحر عمداً أو نتيجة الأمطار التي حملت السيول بالنفايات وصولاً إلى البحر، الذي ردها إلى الشاطئ. 

إن أزمة النفايات الحالية، تسيء لما يبذل من جهود لتحسين صورة لبنان السياحية حتى أصبحت السياحة اللبنانية على شفير الهاوية..

فأين سياحة ومياه لبنان في حسابات دولتنا العاجزة؟!