فشل النواب العراقيون أمس في التوصل الى نزع فتيل أزمة رئاستهم، خلال الجلسة الطارئة التي دعا إليها رئيس الجمهورية فؤاد معصوم. وقال بعض المصادر إن الفريق المؤيد لبقاء رئيس البرلمان سليم الجبوري في منصبه اعترض على اعتلاء الرئيس الموقت عدنان الجنابي الذي انتخبه النواب المعتصمون منصة الرئاسة. وسرعان ما بدأت كتل الأحزاب الكردية و «متحدون» التي تضم أطرافاً سنية، إضافة الى كتل «المواطن»، بزعامة عمار الحكيم، و «الفضيلة» و «بدر» الانسحاب من الجلسة، ما عطل النصاب القانوني.

من جهة أخرى، أعرب الرئيس باراك أوباما عن تفاؤله بتحرير الموصل، بعد يوم على إعلان وزير الدفاع آشتون كارتر زيادة الدعم للعراق وإرسال 200 عسكري من الوحدات الخاصة. ورد الجنود الأتراك على هجوم شنه «داعش» على معسكرهم في بعشيقة، قرب المدينة وأكدوا قتل 32 عنصراً من التنظيم.

وقالت النائب الكردية آلا طالباني، خلال مؤتمر صحافي بعد مغادرتها القاعة: «نحن المجتمعون هنا، اتحاد القوى، والمواطن، وبدر، والتركمان، والمسيحيون، والفضيلة، حضرنا بناء على دعوة رئيس الجمهورية لحل الأزمة، وحماية الدستور. وفوجئنا بأن المعتصمين استمروا في أجندتهم، من دون نصاب واتخذوا قرارات. لذا قررنا الانسحاب». واعتبرت سلوك المعتصمين بمثابة «ضرب للشراكة الوطنية، والعملية السياسية»، فيما اعتبره النائب عن كتلة «متحدون» السنية أحمد المساري «انتهاكاً للشرعية، ومخالفة للدستور، ولن نعود إلا في حال عودة الشرعية».

وقال النائب المعتصم حيدر الكعبي، وهو من الفريق المعارض للجبوري إن «النصاب اكتمل والجلسة افتتحها الرئيس الموقت عدنان الجنابي وفتح باب الترشيح الخميس».

وكان معصوم قدم مبادرة وصفها بأنها «خريطة طريق لمعالجة أزمة رئاسة مجلس النواب»، وتنص على «انعقاد جلسة شاملة بحضور كل الكتل ويرأسها أحد أعضاء المجلس، بينما يجلس أعضاء هيئة الرئاسة في صفوف النواب ثم يفسح المجال للدكتور سليم الجبوري لإلقاء كلمة ويبين وجهة نظره بما جرى وكيفية تجاوز الأزمة، وبعدها يتم طرح أمر الإقالة على التصويت». وأضاف: «في حال إصرار المجلس على الإقالة يتم انتخاب هيئة رئاسة جديدة، أما في حال عدم الموافقة على الإقالة فتستمر الهيئة في ممارسة مهماتها».

لكن نواباً صوتوا لإقالة الجبوري رفضوا مبادرة الرئيس. وقالت النائب زينب الطائي، من التيار الصدري وهي من المعتصمين: «رفضنا خريطة الطريق التي قدمها رئيس الجمهورية لأنها تريد العودة بنا إلى المحاصصة، وتريد مناقشة موضوع الإقالة الذي انتهى». وجاء في بيان للجبوري أنه سيحضر «الجلسة بقلب مفتوح واستعدادٍ كامل للإجابة عن أي استفسار». وأكد «عدم وضع خطوط حمراء في مواجهة أي طرح خلال الجلسة»، في إشارة إلى مناقشة إقالته. لكن النواب الذين أقالوه لم يتيحوا له الفرصة للإدلاء برأيه.

في واشنطن، نقلت شبكة «سي بي أس نيوز» عشية زيارته السعودية قوله إنه متفائل بتحرير الموصل. وأضاف: «نلاحظ أن العراقيين راغبون في القتال ويحققون انتصارات، وسنضمن لهم مزيداً من الدعم». وتابع «نحن لا نخوض المعارك بأنفسنا. لكننا نؤمن التدريب وقوات خاصة للدعم، وتتوافر لدينا معلومات استخباراتية في إطار التحالف، تؤكد أننا نواصل تضييق الخناق» على الإرهابيين.

وتوقع أن «تتوافر بحلول نهاية العام الشروط المواتية لاستعادة الموصل».

إلى ذلك، أفادت وكالة أنباء «الأناضول» الحكومية، أن الجيش التركي قتل 32 مسلحاً من «داعش» خلال هجوم شنه التنظيم على إحدى دباباته قرب قاعدة بعشيقة. وأضافت أنه دمر مبنى يستخدمه الإرهابيون. وأكدت أن طاقم الدبابة التي استُهدفت «سالم وكان محمياً بالهيكل المصفح للآلية».