أظهرت الولايات المتحدة وإيران توافقا جديدا حول الأزمة المتصاعدة في العراق عبر التشاور غير المباشر بين سفيري البلدين في بغداد.

وكشفت مصادر عراقية عن اتفاق جرى التوصل إليه بين ستيوارت جونز وحسن دنائي سفيري واشنطن وطهران في بغداد عبر وسيط ثالث، على ضرورة الإبقاء على الرئاسات العراقية الثلاث دون تغيير في الوقت الحالي.

وقضى الاتفاق الإيراني الأميركي الجديد برفض إقالة رئيس البرلمان سليم الجبوري ورئيس الحكومة حيدر العبادي، مع الاستمرار في عملية الإصلاح، وتسمية وزراء جدد، ودعم القوات العراقية في حربها ضد تنظيم داعش.

وكان السفير الأميركي السابق في الأمم المتحدة زلماي خليل زادة قد دعا بلاده إلى العمل مع إيران لإيجاد الحلول الفورية العاجلة للأزمة في بغداد.

وكتب خليل زادة، الذي عمل أيضا سفيرا لبلاده في بغداد، في صحيفة نيويورك تايمز “من الأرجح أن تعمل واشنطن وطهران معا بالتوازي للوصول إلى تسوية بين الأحزاب السياسية ورئيس الوزراء”.

ويرى المراقبون السياسيون في اتفاق الولايات المتحدة وإيران على حل الأزمة السياسية في العراق يعني أن هناك مسعى لإرجاء الرغبة في التغيير. فالإبقاء على الوضع الحالي، بتركيبته الطائفية هو جل ما يتمكن الطرفان من فرضه على الأطراف العراقية المتنازعة.

ووصف مراقب سياسي عراقي ما نتج عن اعتصام النواب وإقالة الجبوري بأنه يطرح الكثير من الأسئلة التي تتعلق بقدرة السلطات الثلاث على التواطؤ في ما بينها في حالة انسجام المصالح أو الاختلاف في حالة تضارب المصالح.

وقال في تصريح لـ”العرب”، “من السابق لأوانه توقع حل للأزمة الآن، إلا إذا فرض ذلك الحل بطريقة سافرة. وهو ما سيعقد الأمور، لأن ذلك الحل سيتم على حساب ما سعى التيار الصدري إلى قطف ثماره من خلال دعوته السابقة إلى التظاهر ومن ثم الاعتصام”.

وأعربت مصادر شيعية تتابع تطورات الوضع العراقي عن كثب عن اعتقادها بأن إيران عادت تستعين بالأميركيين من أجل عدم فقدانها السيطرة على الوضع في البلد.

وأشارت هذه المصادر إلى أن الهدف الإيراني في الوقت الحاضر يتمثل في إبقاء رئاسة الحكومة في يد حزب الدعوة برئاسة نوري المالكي باعتباره ضمانة للنفوذ الإيراني في البلد.

إلى ذلك ثمن أسامة النجيفي زعيم كتلة ائتلاف متحدون خلال اجتماعه الأحد بالسفير الإيراني في العراق حسن دنائي مواقف إيران في مساعدة القادة العراقيين في تجاوز أزمة البرلمان العراقي الحالية.

وقال النجيفي “نثمن الجهود الإيرانية في مساعدة القادة العراقيين لتجاوز الأزمة السياسية القائمة وضرورة الحفاظ على الشرعية والعملية السياسية وحق المكونات فضلا عن الشراكة في اتخاذ القرار والتوازن الحقيقي”.

واعتبر مراقب سياسي عراقي تقديم النجيفي شكره إلى الجمهورية الإسلامية، جاء باعتبارها حامية لدستور الطوائف.

ومن جانبه أيد السفير الإيراني حسن دنائي “حق ودور المكونات العراقية في المشاركة الفاعلة وأن ما حصل في مجلس النواب عقد المشهد ولم يراع الوضع الدستوري”.

وتجددت الاحتجاجات في بغداد الأحد حيث اعتصم المئات من الأشخاص للمطالبة بتغيير الحكومة بعد فشل قادة البلاد في التوصل إلى تسوية تنهي المحاصصة الطائفية.

وحاصر الآلاف من أتباع التيار الصدري مباني الوزارات في منطقتي الكرخ والرصافة على جانبي العاصمة العراقية بغداد، في مسعى للضغط على الوزراء لتقديم استقالاتهم تلبية لدعوة زعيمهم الصدر. واحتشد الآلاف قرب المباني والبوابات الرئيسة لوزارات، الخارجية، والتخطيط، والعدل، والصحة، والتجارة، والسياحة والثقافة والآثار، والداخلية، وطالبوا باستقالة الوزراء وتشكيل حكومة تكنوقراط.

 
 
 

 

    صحيفة العرب