جميل جدا أن يكون الانسان صريحا , وخاصة عندما يكون على معرفة بالواقع وتفصيلاته , وبالاحداث وأسبابها , وكل متفتقات ومتفرعات ما يحدث وما سيحدث , كل ذلك يعطي جوا أو حالة من الانسجام الطبيعي مقدمة لنجاح العمل الذي يقوم به العارف  .

أنا لا أقلل من مستوى معرفة الدولة الفرنسية بالواقع الشرق أوسطي , وخاصة الساحة اللبنانية , ولكن أنا أسمح لنفسي أن اصف الرئيس الفرنسي الحالي بالسذاجة , أو لكي نكون قريبين إلى الموضوعية يمكن أن نقول : بأن الفرنسي الآتي إلى لبنان يعيش حالة من اللاوعي السياسي , وبالتالي هو بعيد عن الحقيقة اللبنانية .

ماذا يريد الفرنسي من التلاميذ في لبنان , متجاوزا بذلك الاساتذة والادارة في إيران والسعودية وفي بعض الدول اللاعبة على الساحة اللبنانية وبالساحة اللبنانية , ألم يعلم الفرنسي أن اي قرارٍ متعلق بلبنان سواء على المستوى الرئاسي أو باي مؤسسة أخرى , أو على مستوى التوطين وغيره من الملفات , لا يملك اللبناني قرارا مستقلا به , بل إن القرارات والاوامر تُنفذ في لبنان من لبنانيين فقط لا غير , وطبيعة القرار ومنشؤه ليس لبنانيا بأي صورة من الصور .

لماذا تزور لبنان , وماذا تريد , إذهب إلى طهران والرياض , تجد ما تريد  , وأنا أضمن لك إن أقنعت العاصمتين المذكورتين سوف توّفر على نفسك وعلى دولتك الكثير من الحوارات في لبنان ,  وسوف توّفر على المسؤولين اللبنانيين الكثير من الاحراج أمام أسيادهم في الخارج .

على كل حال , أهلا وسهلا بك ضيفا في لبنان , ولكن نذكرك بقول رسول الله حيث قال : رحم الله من زار وخفف , فلذلك لا تأمل الكثير من التلاميذ بدون رضى الاساتذة .

القضية اللبنانية واضحة وضوح الشمس , والحل فيه أيضا واضح , لا مشكلة بين اللبنانيين , واللبنانيون يحبون بعضهم البعض , ويرغبون في العيش سوّية بدون أي تمييز , فإذا أردت أن تعرف ذلك فاجتمع مع الشعب اللبناني وليس مع المسؤولين الذين سوف يساومون على كوب الشاي , والذين لا يستطيعون إعطائك أي كلمة نهائية قبل مراجعة العواصم اللاعبة على الساحة اللبنانية .

كل ما يمكن ان نقدمه لك في ضيافتنا , هو سفرة من التبولة اللبنانية وما يرافقها من الطعام اللبناني الذي يحبه الفرنسيون وغيرهم من الضيوف الذين يأتون إلى لبنان ظنا منهم أن في لبنان رجال ومسؤولين على قدر المسؤولية .

يا دولة الرئيس الفرنسي العزيز , إن في لبنان مجموعة من الزعماء لا هم لهم سوى التجارة بكل شيء , ولا هم لهم غير السلطة , شانهم بذلك شأن العالمين الاسلامي والعربي , ومن اجل ذلك قد تخلوا عن كل مصالح لبنان مقابل مصالح مَن يساعدهم على التسلّط .

نتمنى لك زيارة موفقة مع أطيب واشهى الماكولات اللبنانية , ونتمنى من الزعماء اللبنانيين ان لا يمرون بك أثناء جولاتك من جانب أكوام النفايات حرصا على صحتك أولا وعلى نضارة بلدنا ثانيا .