يوم الجمعة الماضي في 8-4-2016، دخل المواطن وائل عمّار (33 عاماً) إلى مستشفى بيروت الحكومي، تحضّر لإجراء عملية "ربط معدة"، ليخرج بعد أيام عدّة محمّلاً على نقالة ويشيع الى مثوار الاخير.. وهكذا يضاف اسم وائل اليوم إلى سجل الضحايا الذين يموتون "ببساطة" وبلا "تعليل طبّي منطقي" تحت المشرط. كيف حصل ذلك وما الذي أدّى إلى وفاته؟ إليكم القصة الكاملة.  

  يقول حمدي عمّار، شقيق وائل، أدخلنا اخي إلى المستشفى يوم الجمعة الماضي بهدف إجراء عملية ربط معدة، التحضيرات تمّت، وصل الطبيب ن. الفليطي وفي يده "كيس أسود" فيه آلات الفحص، وعلّل الأمر لدى سؤال عائلة وائل عن الأمر، بأنه يريد التوفير عليهم مادياً.

عند الساعة التاسعة صباحاً دخل وائل إلى غرفة العمليات، لتبدأ رحلة الموت...   بعد خمس ساعات، انتهت العملية، عند الساعة الثانية بعد الظهر أُخرج وائل إلى غرفته في المستشفى، وهنا سأل الطبيب: متى توقف المريض عن تناول الطعام، فردّ الأهل: قرابة الساعة العاشرة مساء الخميس (العملية أجريت يوم الجمعة)، فقال الطبيب مستغرباً أنّه وجد حبات من الفستق في "مصران" وائل، وهذا أوجد لديه مشاكل أثناء العملية، وكذلك استغرب أنّه "لأوّل مرة يرى معدة أو مصران طويل، وهنا طالب بمبلغ 500 دولار أميركي إضافي كونه استخدم "كبسولات إضافية".  

عند الساعة الرابعة عصراً زال أثر المخدر عن وائل، فاستيقظ متعباً جدّاً، واستمر هذا الحال لديه حتى يوم السبت إذ لم يتمكن من المشي على قدميه. صباح الأحد، جاء الطبيب الذي يعاين في الطابق حيث غرفة المريض بناءً على طلب الطبيب الفليطي، وفق ما تقول عائلة وائل، فنزع "الميل" واللاصقات من على معدة المريض. الساعة الثانية بعد الظهر، دخل الفليطي إلى الغرفة حاملاً ورقة كتب عليها باللغة الإنكليزية، وطلب من شقيقه حمدي التوقيع عليها، سأله الأخير عن مضمون الورقة، فردّ الفليطي بالقول إنّها الموافقة على إجراء العملية.

بعدما وقّع حمدي على الورقة، نقل شقيقه مباشرةً إلى غرفة العمليات ليخرج منها الساعة الثامنة مساءً إلى غرفة العناية المركّزة.

وخرج الفليطي قائلاً للعائلة: "وجدت بقايا طعام في معدته ولم أنتبه إلى الأمر، فاضطررنا إلى إجراء عملية ثانية".   الإثنين بدأ جسم وائل ينتفخ وبدأت عوارض الإلتهاب تظهر عليه وترافق ذلك مع ارتفاع في درجات الحرارة (أكثر من 40 درجة).

يوم الثلاثاء حاول وائل أن يمشي قليلاً فوجد نفسه متعباً، ساء وضعه الصحي أكثر، فاضطر الطاقم الطبي في المستشفى إلى وضع أنابيب الأوكسيجين، حاول وائل نزعها لكن الطاقم الطبي أعادها واوثقه إلى السرير.  

يوم الأربعاء، أبلغت المستشفى العائلة أن قلب وائل توقف عن العمل لمرتين، فأجريت له عملية إنعاش، وطلبت من شقيقه حمدي دواء قالت إنه ليس متوفراً في المستشفى وعليه إحضاره من الجامعة الأميركية. لكن حمدي ذهب إلى وزارة الصحة، وبعد المتابعة، تواصلت الوزارة مع إدارة المستشفى فوجد الدواء.

بعد ذلك، سلمت المستشفى حمدي "أنبوب دم" يعود لشقيقه وطلبت منه تحليله في الجامعة الأميركية أيضاً... وهنا خرج وائل من المستشفى نهائياً، ولكن إلى "مثواه الأخير". لم تحصل العائلة على تبرير طبي منطقي من قبل إدارة المستشفى، التي ربط طبيبان فيها حالة الوفاة بـ"تطورات حصلت إثر العملية وأثّرت على الدماغ، فتوقف"..  

على أثر ذلك، توجهت العائلة، صهر وائل، إلى وزارة الصحة التي قالت إن اسم الطبيب الفليطي ليس موجوداً لديها!!

  ماذا يقول الطبيب؟  

هذه رواية العائلة فماذا عن المقلب الآخر؟ "لبنان 24" اتصل بالطبيب الفليطي الذي قال إن "نقابة الأطباء تمنع الأطباء من الكلام في هذا الموضوع، وبالتالي لا يمكن أن أدلي بأي تعليق قبل الإستحصال على إذن النقابة وقبل أن تتوضح الأمور بشكل كامل"، مشيراً إلى أن "التفاصيل يعرضها أمام المجلس العلمي في النقابة".

وقال أن "لا علم له بأي دعوى تقدمت بها العائلة في وزارة الصحة ولم أتبلغ أيّ شيء".   وبذلك لا جواب شافياً حول حقيقة الأمر لغياب وجهة النظر المقابلة، وهنا لا بد من انتظار صدور تقرير لجنة الأخطاء الطبية لجلاء الحقيقة.

لبنان 24