تنشغل الاوساط السياسية والاعلامية في لبنان بالإعداد للزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الى بيروت، وكما جرت العادة فإن مثل هذه الزيارات الرسمية يتولى فيه استقبال الضيف الرئيس نظيره في الدولة المضيفة إلا أن لبنان وحده من بين الدول سيكون كله في استقبال الرئيس وستكون الحكومة ذات الــ 24 رئيس  في استقبال الرئيس الفرنسي في سابقة لم تشهد مثلها أي من دول العالم .

وعلى أي حال سيصل الرئيس هولاند ظهر يوم السبت القادم وسيلتقي خلال هذه الزيارة عددا من المسؤولين اللبنانيين والقيادات اللبنانية الروحية.

الهدف من الزيارة كما أعلنته الرئاسة الفرنسية وهو الوقوف الى جانب لبنان في للتصدي لأزمة النزوح السوري الذي فاق قدرة لبنان على التحمل وسط المزيد من حالات النزوح التي باتت فيها السلطات اللبنانية غير قادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة .

 وفي الأهداف غير المعلنة لزيارة الرئيس الفرنسي فقد تحدثت مصادر متابعة ان الضيف الفرنسي سيحاول الابتعاد عن التدخل في الملف الرئاسي إلا أنه سيؤكد على حرص الجانب الفرنسي على أن لبنان في صلب الاهتمام ، وان الادارة الفرنسية حاضرة لتلبية كل ما يطلبه اللبنانيون، وصولا الى فتح ابواب باريس مشرعة للفرقاء اللبنانيين لعقد جلسات شبيهة بتلك التي انتجت اتفاق الدوحة، شرط ان تكون النيات صادقة والارادة جدية.

واللافت في هذه الزيارة أن الرئيس الفرنسي سيلتقي قائد الجيش العماد جان قهوجي وسيؤكد هولاند خلال هذا اللقاء على دعم الجيش في تصديه للارهاب وفي الحفاظ على الاستقرار،وفي المعلومات أن لقاءات عدة قد استبقت الزيارة بين الجانبين العسكريين اللبناني والفرنسي .

ومن المتوقع في هذا السياق أن يعلن الرئيس الفرنسي شيئا ما يتعلق بالجيش والقوى الامنية خارج مسألة الهبة السعودية، كما سيعلن عن مساعدات في المجال التربوي. وقال دبلوماسي فرنسي متابع للزيارة أن الرئيس هولاند لا يريد إعطاء الزيارة أي بعد له صفة التدخل في ملف الاستحقاق الرئاسي أو أي إيحاء معين، لانه يعرف حساسية الوضع اللبناني ودقة الحسابات اللبنانية، ولا يريد أي دعسة ناقصة في الموضوع الرئاسي وسيكون الرئيس هولاند حريصا على عدم القيام بأي خطوة تظهره طرفا إلى جانب هذا المرشح أو ذاك .

ومن المقرر أن يلقي الرئيس الفرنسي خطاباً بعد ظهر السبت في مجلس النواب، كما يقيم مساء حفل استقبال في قصر الصنوبر ومن ثم عشاء دعي اليه اركان الدولة والوزراء وهيئة مكتب المجلس ولجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية ـ الفرنسية والرؤساء السابقون للجمهورية والمجلس النيابي والحكومة ورؤساء الاحزاب والقيادات الروحية وكل اقطاب طاولة الحوار الوطني، وسيلتقي مع البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي ثنائيا قبل ان يلتقي بحضور الراعي رؤساء الطوائف المسيحية والاسلامية، وسيزور مدافن شهداء الجيش الفرنسي ويضع اكليلا من الزهر في احتفال رمزي، وسيزور كلاً من رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة ورئيس مجلس الوزراء في السرايا الكبيرة، كما سيزور بعض مخيمات النازحين السوريين..