قد تبدو المعادلة التي طرحها الرئيس سعد الحريري أمس: «سلاح حزب الله» في مقابل «سلة حزب الله»، صعبة المنال في الوقت الراهن، لكنها لن تكون كذلك الى ما لا نهاية.

في المعلومات الدبلوماسية إن الأميركيين في حوارهم الإستراتيجي مع الإيرانيين يلحظون في أجندتهم حل مسألة سلاح «الحزب» بعد حل النزاع الإقليمي، ورسم مستقبل سوريا برعاية أميركية - روسية مشتركة، إنطلاقاً من إنتفاء حاجة طهران الى هذا السلاح بعد ضمان ما يُتفق عليه من مصالحها السياسية والإقتصادية، وإرساء موازين القوى في المنطقة.

ولا يجد الأميركيون أن حلّ مسألة سلاح «الحزب» مهمة مستحيلة، وإنما طبيعية بعد سلوك مسارات الحل السياسي وإعادة رسم الحدود السياسية والجغرافية في الشرق الأوسط. ومن الأفكار المطروحة، التفاهم مع إيران على حلّ الجناح العسكري لـ «الحزب»، واستعادة الصواريخ والأسلحة والأعتدة التي زوّدت «الحزب» بها على مدى سنوات عدّة.

في هذه الأثناء، تحاول طهران تمتين أوراقها وتعزيز مواقف حليفها النظام السوري على طاولة المفاوضات التي ستعقد مجدداً هذا الأسبوع في جنيف.

وبالفعل، قادت قوات إيرانية خاصة، ولا سيما اللواء 65 بمشاركة الجيش السوري والطيران الروسي أربع هجمات على المجموعات المسلحة في جنوب حلب في خلال الأيام القليلة الماضية، إلّا أنها لم تستطع تحقيق أهدافها. بل على العكس شنّ المسلحون هجمات في ثلاث محافظات على مواقع عسكرية للنظام في حلب واللاذقية وحماه، ما يُهدِّد بانهيار إتفاق وقف العمليات العسكرية.

ويُتوقع أن تكون حلب ساحة غليان في الأشهر المقبلة، لأنها تشكل نقطة تضارب مصالح جيوسياسية بين أميركا وروسيا وتركيا. ويتردّد أن تركيا والسعودية ولاعبين آخرين قد يذهبون الى تزويد المعارضة السورية بعدد محدود من صواريخ أرض جو تُحمَل على الأكتاف، لمواجهة الطائرات الروسية إذا لزم الأمر. لذلك من المستبعد أن يتمكن النظام وحلفاؤه من السيطرة على كل حلب، خصوصاً وأنها تشكّل خطاً أحمر بالنسبة الى تركيا والدول العربية المعنية.

في جنيف، مستقبل سوريا هو المطروح. وهناك خريطة طريق أصبحت واضحة ضمن آليات ومهل زمنية محدّدة. وواشنطن وموسكو تدفعان بالمفاوضات نحو الواقعية والبراغماتية، وهما تدركان جيداً أن الحرب السورية لن تنتهي إلّا عندما تتفق الدول المعنية بالنزاع على مصالحها المتناقضة في سوريا.

من جهته، يُراهن وزير الخارجية الأميركي جون كيري على نجاح العملية التفاوضية، إلّا أنه لا يكتفي بحسن نوايا المتفاوضين، بل إنه اقترح على أوباما خطة بديلة في حال فشل الحوار:

1 - إتخاذ خطوات ميدانية لحماية الشعب السوري، بعد سقوط مئات آلاف الضحايا بين قتلى وجرحى ونزوح الملايين.
2 - إنشاء تحالف لمحاربة «داعش» على الأرض.

ولم يُخفِ كيري عزمه على الإستقالة إذا لم يأخذ أوباما باقتراحاته.

ويبقى السؤال، ماذا عن مستقبل لبنان؟