فضيحة تلو الأخرى.. هذا هو حال وطني لبنان نبدأ من ملف الإنترنت غير الشرعي لملف فضيحة قوى أمن الداخلي لملف الإتجار بالبشر وأخيراً ملف النفايات الذي أتم شهره السابع على التوالي تحمل خلالها اللبنانيون النفايات المنتشرة على الطرقات ورائحها الكريهة بعد إقفال مطمر الناعمة.

بدأ اللبنانيون في حصد ما زرعه سياسيوهم على مدى الأشهر الماضية في ما يتعلق بأزمة النفايات، حيث ما زال ملف النفايات يُرخي بثقله على الوضع البيئي الذي يفتك بلبنان، ومن بشائر هذه الأزمة هي موجة البرغش والذباب التي إكتسحت المدن على الساحل اللبناني بالتزامن مع العاصفة الرملية التي ضربت لبنان في اليومين الماضيين.

إن وجود البرغش في هذا الوقت من السنة ومع ارتفاع الحرارة كان في السابق أمراً طبيعياً، ولكن ليس بهذه الكثافة، وهذا مؤشّر لوجود عوامل بيئية أخرى مسبّبة وهي النفايات.

 لهذا السبب إن النفايات تزيد من تكاثر الحشرات والبرغش والقوارض، وخصوصاً عندما يتم إزالتها، فتبقى رواسبه على الأرض وتشكّل بيئة حاضنة للحشرات والقوارض، ففي ظلّ أزمة النفايات المتفشية، تصبح لدغة البرغشة أخطر مما كانت عليها سابقاً. 

فالخطورة في ما نشهده اليوم هو تكاثر هذه الحشرات في بيئة وسخة، ما يسمح بنقل عدد كبير من الجراثيم والأمراض والفيروسات إلى الناس من طريق اللدغات التي قد يتعرّضون لها، ومنها فيروس زيكا والملاريا في حال كون الشخص حاملاً لهما، بالإضافة إلى المشاكل الجلدية التي يمكن أن تنتج عنها.

والأهمية في الموضوع ليست في وجود البرغش أو الذباب، بل في المحيط الوسخ الموجود فيه، فعندما يلدغ البعوض ينقل الجراثيم التي يحملها إلى الإنسان، ما يؤدي إلى التهاب المنطقة المصابة.

وما كان على دولتنا الكريمة ووزارة الصحة سوى أن يسخر منا وزيرها طالباً منا أن لا نفتح أفاهنا حتى لا نبتلع البرغش والذباب الذي بدأ يفتفك بالمناطق اللبنانية والمواطنين حيث سجلت عدة إصابات على الساحل اللبناني.

ولا ننسى وزارة البيئة التي غابت عن السمع وكأن الأمر لا يعنيها،  انشغالها بصدّ تعليقات جميع المواطنين الذين يذكرون ملف النفايات على صفحة المشنوق الرسمية على «تويتر»، حيث وثّق العديد من الناس الرسائل التي وردتهم لتفيدهم بأن فريق الوزير الإعلامي ضغط على زر (البلوك) حتى لا تصل صرختهم.

  إذاً، ها هم مسؤولو لبنان الأخضر يخيبون ظنونه مرة أخرى، هذا البلد الذي رفع الأرزة شعاراً له أصبح اليوم شعاره كيس النفايات وفضائحه هي الخطوط الحمراء.