منذ إعلان معراب بالتحالف الانتخابي الرئاسي بين رئيس القوات اللبنانية والجنرال عون ،وحكيم القوات لم يتقدم خطوة إلى الأمام، ولعلّه عاد خطوتين إلى الوراء (هذا عنوان كتاب للزعيم البلشفي لينين) .فهو ما يزال يبحث عن مبرّرات خطوته المفاجئة بتأييد الجنرال عون لمنصب رئاسة الجمهورية. وفي بعض الأحيان، ومن خلال بعض الردود، نكتشف أنّه ما زال، هو نفسه، غير مقتنع تماما بهذا الترشيح. وقد ظهر ذلك جليا اليوم في مقابلته التلفزيونية مع الإعلامي مارسيل غانم، فرئيس القوات يعترف بأنّ عقدة الرئاسة الأولى ما زالت مستحكمة ، وهي تحديدا عند حزب الله، حليف الجنرال عون القوي والدائم.

وذهب جعجع إلى كشف معلومة هامة ،صدرت عن السفير الإيراني في بيروت، إذ قال السفير ما مفاده أمام زواره: إذا أردتم انتخاب رئيس جديد، يُستحسن الطلب من بابا الفاتيكان إقناع الجنرال عون بسحب ترشيحه الرئاسي، وهكذا يجزم جعجع بأنّ حزب الله لا يريد رئيسا في الوقت الراهن، لا عون، ولا غيره. حسناً، ما العمل؟ وهذا عنوان كتاب آخر للينين أيضا، وأمام ضغط الأسئلة التي أطلقها غانم حول المخارج المفترضة للمأزق الرئاسي الراهن، يكتفي حكيم القوات بهزّ الكتفين ومطّ الشفتين، وابتسامة ساخرة. فحزب الله هو الذي يمتلك الكلمة الفصل، وجعجع وعون والبلد بأكمله في الشرنقة، ولا حلّ في المدى المنظور، لننتظر، يقول الحكيم،أسابيع، أشهر، لننتظر، ولا يبدي الحكيم حماساً لحراك في الشارع كما يرغب العونيون، وبمسحة تواضع، لا بأس ولا ضير في التوافق القواتي العوني، فقد ارتاح مناصرو الفريقين.

والانتخابات البلدية ستكون أفضل وأجدى في ظلّ التوافق من عدمه. إلاّ أنّ اللافت في المقابلة ،أنّ جعجع ما زال يرى في سلوك حزب الله، داخليا وخارجيا، السبب الرئيسي في وهن الدولة وضعفها واهترائها ، فقد انخرط الحزب في الحرب السورية دون حسيب أو رقيب، واندفع في تأزيم علاقات لبنان مع دول الخليج، ولم تحرك  الحكومة ساكناً،لو عندنا حكومة، لوقفت بوجه السيد حسن نصر الله، يقول جعجع، ومع ذلك لا يجد في موقف عون المتحالف مع الحزب منذ أكثر من عشر سنوات أي خطر أو ضرر، لا يرى أنّ ورقة التفاهم بين عون والحزب، هي التي ساعدت الحزب على الانفراد بقرارات سيادية، ومواقف تعطيلية، لا تساعد حتى في وصول عون لرئاسة الجمهورية، حتى بعد تأييد جعجع له، ويبدو أنّه لن يبلغها ، ولو أيده الروح القُدس وملائكة الرحمن، لا رئيس، وخاصة بعد اتفاق النقاط العشر مع جعجع، الذي ما يزال: مكانك راوح.