احتجز خفر السواحل في تركيا 40 لاجئاً عراقيا، يوم الأربعاء، عند محاولتهم الإبحار لجزيرة ليسبوس اليونانية، مع تكثيف تركيا الدوريات البحرية في إطار اتفاق مع الاتحاد الأوروبي يهدف لمنع اللاجئين من خوص الرحلة المحفوفة بالمخاطر إلى أوروبا.
وتجمع عشرات من اللاجئين العراقيين على شاطئ منعزل في بلدة ديكيلي الساحلية على بحر إيجه، واستقلوا قاربا مطاطيا على أمل العبور لليونان، ولكن وحدات خفر السواحل رصدت القارب بعد وقت قصير من انطلاقه.
وبموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة، يُعاد إلى تركيا اللاجئون الذين يعبرون بحر إيجه لدخول اليونان بطريقة غير مشروعة.
وفي المقابل يستقبل الاتحاد الأوروبي آلاف اللاجئين السوريين من تركيا مباشرة، ويمنحها مساعدات مالية ويمنح مواطنيها حق السفر لدوله من دون تأشيرة دخول، على أن يسرع وتيرة محادثات انضمام أنقرة لعضويته.
وقال ناشطون مدافعون عن حقوق الإنسان إن الاتفاق يضرب بحقوق الفارين من الحروب عرض الحائط.
وفي هذا الإطار، تراجع بشدة عدد اللاجئين الاتين إلى اليونان من تركيا، اليوم، بعد ثلاثة أيام من بدء تنفيذ الاتفاق حول اللاجئين.
وأظهرت بيانات وزارة الهجرة اليونانية، أن عدد الوافدين الجدد على إلى اليونانية المواجهة لتركيا انخفض إلى 68 شخصا خلال 24 ساعة حتى صباح اليوم، من 225 شخصا في اليوم السابق.
وقال المتحدث باسم الحكومة بشأن اللاجئين جورج كيريتسيس: "شهدنا تدفقا منخفضا للغاية من الجانب الآخر من بحر إيجه... وهو ما نعتبره أمرا إيجابيا."
واوضحت السلطات في أثينا أنه منذ بدء تنفيذ الاتفاق، أعيد 202 شخصاً غالبيتهم من باكستان من اليونان، على أن يُعاد المزيد في وقت لاحق هذا الأسبوع.
من جهة ثانية، قال وزير الداخلية الألماني توماس دي مايتسيره، الثلاثاء، إن على إيطاليا الامتناع عن إرسال اللاجئين شمالا باتجاه النمسا وألمانيا، أو أن تواجه قيوداً على حركة المرور على طول ممر النقل الهام بين الشمال والجنوب.
وأوضح دي مايتسيره لتلفزيون "أو آر إف" النمساوي، خلال زيارة إلى النمسا للإجتماع مع نظرائه من الدول المتحدثة بالألمانية، أنه "لا يمكن لإيطاليا أن تعتمد على بقاء معبر برينر مفتوحا بشكل دائم"، مضيفاً أن روما لا يمكنها "كما فعلت ببساطة في الماضي أن توجه الناس إلى الشمال".
وتابع "نأمل ألا يكون من الضروري البت في مثل هذه الأمور." لكنه أضاف أن ذلك يعتمد أيضا على سلوك إيطاليا.
وأضاف قائلاً: "هذا على افتراض أن أعداد الآتين إلى إيطاليا ليست مرتفعة جدا. وافتراض أن إيطاليا تفي بالتزاماتها"، لافتاً الانتباه إلى أنه اطلع على خطط النمسا.
وأوضح دي مايتسيره أن الأعداد إذا ظلت منخفضة فإن ألمانيا تلغي القيود الحدودية التي عطلت المرور، وأثارت غضب كثير من المسافرين من النمسا إلى ألمانيا.
وكانت النمسا تشكل ممراً رئيسياً إلى ألمانيا بالنسبة للاجئين، الذين توافدوا على أوروبا منذ الخريف الماضي، وأدت أيضاً دوراً كبيراً في إغلاق فعال لطريق اللاجئين الرئيسي في أوروبا عبر منطقة البلقان من اليونان.
ومع عودة الطقس الحار إلى القارة، تستعد النمسا لاستقبال المزيد من اللاجئين الذين يتخذون طريقا آخر عبر السفر إلى إيطاليا، بعد عبور البحر الأبيض المتوسط من دول في شمال أفريقيا مثل ليبيا.
وقالت فيينا إنها تستعد لتشديد مراقبة الحدود إذا لزم الأمر عند معبر "برينر"، وهو بوابة مهمة لتدفق السلع بين إيطاليا ودول شمال أوروبا مثل ألمانيا.
وأوضح متحدث باسم وزارة الداخلية النمساوية أن عدد اللاجئين الذين يعبرون النمسا في طريقهم إلى ألمانيا قد انخفض إلى الصفر. فيما قال دي مايتسيره إن العدد انخفض في الآونة الأخيرة إلى حوالي 140 يوميا في شهر آذار مقارنة مع الآلاف قبل بضعة أشهر فقط.
(رويترز)