يرتكبون الفاحشة ويقيمون في ناديهم المنكر  بعد اللتيا والتي يسترون عوراتهم. بورقة توت موسميّه واذا ما هبت الريح بانت سوءاتهم  الا ساء ما يفعلون ...  ينامون على ثقل كواهلهم السمينة من طيب المعاش ولبس الرياش  بسبع وسائد من احلام سياسية في بلد الاحلام المحظورة الا على الحاكم وبطانته   وهم يظنون أنهم لا يزالون على قيد الحياة  .. وليس كل من دب على الارض بحي ... أعني حكام  ونوائب وكوارث غير طبيعيه أصابت تلك البقعة الجغرافة من مجمل مساحة هذا العالم المسماة ب (لبنان) وطن السياسة الهابطة بكل مفرداتها وشخصياتها الجالسة(حشرا) على  عروش الأمر والنّهي ..تأمر بمرسوم الخليفة وتضرب بصولجان الملك على رأس شعب أنهكه الحال واشتبه  عليه المقال   والحاملة لرؤوس فارغة ذات قرون طائفيه تنطح كلما اقتضت الحاجه  ولازال الوطن باهله وترابه وأرضه   وأنفاسه ونسماته  يعيش ترددات زلازلهم ولم يفقد الذّاكرة بعد  ...

وعلى مدى سنوات الحرب وما بعدها تحمل المواطن التكلفة الباهظة من دماء أبنائه وضياع حقوقه وطيش ساسته الرّعناء التي انهكت البلاد والعباد  ولازال يتحمل الى اليوم والى ان يأذن الله بقيامة مسيح يحمل معجزة تغيير شامله  ويبقى الأمل معلقا  مابين حقيقة شعب فاض به الأذى وسياسة قوم يلعبون بفيء جادت به حيلهم وخبث نواياهم... والامل كل الامل الممتلئ باحلام بيادرنا وامنيات شيبنا وشبابنا على بعض الحناجر والاقلام الحره  الناطقة بمكنون الحرف الندية نداوة نداوة الارض  والتي شحذت من عيون رجال الارض.. والوطن.. والقضية ...  كموسى الصّدر اعاده الله سالما  ...

امام التعايش ونبذ الطائفية والعمل لمصلحة الانسان على اساس انسانيته  ولا غرو ان اطلقنا عليه امام الوطن بكله  فهو المرسل برسالة العدل من اجل رفع الغبن والظلم عن المنسيين من سجل المواطنة في شرق لبنان وغربه وجنوبه  وكل جهاته  ولانهم وجدوا فيه روح المسيح اخفوه ظنا منهم ان الامل يغيب وان الحق يقصى   فأنين المدن والقرى بكل معاناتها ومتطلباتها  مرؤوسة  بعاصمة القهر  بيروت ورصائفها المكتظة بالعنصر البشري واكوام النفايات  وضواحيها الحيوية وبحرها الحالم برماله الفاتنة   وناسها الطيبين وسماواتها المحتشدة بالنجوم الساهرة على قلب بيروت الجريح ريثما تشفى جراحاته  وبعفن وطقوس وسموم ساستها ومناسكهم البالية التي تشبه مكائد الثعالب على حساب شعب لم يفقه بعد لُغة النّقد  والمحاسبة والمساءلة (ومن اين لك هذا ) إلاّ لمن أسكن ضميره لغير يوم من آذار  ...

تاركين باقي شؤوننا بايدي تجار السياسة والمال يمضغون حقوقنا ويهشمون وجه احلامنا ويبدلون بوصلة مصائرنا ويهدمون ملاعب اطفنالنا وأراجيح أعيادهم ويحرقون  مقاعدهم الدراسية ليزرعوا الجهل سياسة تستعبد بها الشعوب وتخضع لها الرقاب وتشترى بها الضمائر والعقول  ويبقى الوجع الاكبر لهذا الشعب هو     جرحه المفتوح على مدى سنوات الحرب والفقر والهجرة والخراب والدمار والطائفيه والتسلط وانقسام أهله إلى خائن وشريف  كل حسب عصبيّاته الحزبية ومصالح زعمائه والمقرّبين ورؤساء طائفته  هو وجع لا يؤلم الموتى القابعين على نعوش من أموالنا بأكبادهم الملوثه وضمائرهم المعطله وقد اقتسموا قطعة الجبن فيما بينهم على حساب شعب مستباح  الحقوق منهك القوى  ونحن الذين تحملنا جشعهم ومغامراتهم ومقامرتهم بنا على طاولات الشرق والغرب  نهيم بهم ونهتف بحناجرهم ونعيد ترتيب  مقاعدهم التي طالما استغاثت من ثقل مؤخراتهم ...

كلّما حلّت مواسم انتخابهم أو أمطرت بطون غيماتهم تّمديدا لقيلولتهم  المعهودة على رأس سلطة بتركيبة مهترئة  ولا عمل لهم الا جلسات لا يكتمل لها نصاب ولا تسمن ولا تغني من جوع  وبالنّيابة عنّا يستجمّون على شواطئ ساحره سياحة دائمة على حساب المواطن العاجز عن صرف فاتورة الدواء   في فنادق العهر والنبيذ المعتّق في أروقة قادة يتربصون ببلدنا الدوائر   يريحون الارواح بوجوه الحسان الملاح   ويفترشون حقوقنا سرادقا مزركشا تدار عليه الاعيبهم وخططهم  العائدة لمصالحهم ومنافع الأبناء والزوجات والنساء ...باسم الوطن الحر السيد المستقل ...

وفي مواعيد الخطابات المسروقة من بطون الجّائعين ...وعرق المتعبين ..وانين الموجعين ..وتفرق  الابناء على امم الشتات ..وهجرة الادمغة ...واهمال المواهب وغض الطرف عن حملة الشهادات واهمالهم  ومن وجع البطالة والحرمان والتسيب والفلتان الامن ودويلات المحاور من.. كل ذلك الوجع يصيغون نصوصهم التي لا تبصر النور وتذهب أدراج الرياح عند اول مفترق  أيها السّادة ... نفايات الموز واللّيمون والعدس والقمح واللّحم والعظم لا توجع الأرض ولا تضيق بها ذرعا  ولا تغصّ بها التربة الخصبة ولا يرفضها باطنها المتّسع لبذورها وجذورها فالارض حبلى بأحلام المساكين ان لم يجهضوها  كما يجهضون الامهات ويقتلون الابناء والاحبة    على أبواب المشافي ما لم نخضع لمكاتب وأزلام الحكّام .. وان لم نمت حتف انوفنا او لغياب الدواء   نموت في عقر ديارنا موتا بطيئا بسم خالط قمحنا المقدس وماء برئنا  ونحن نحتسي بقايا نفايات مغلفة بورق يغري البصر بريق لمعانه وفيه السم الممزوج بالعسل المعد في خلايا النحل القاتل  ليكون غذاء اطفال الارزة  وورثة جبران مُلهم  الانسانية  والمحبة وغذاء الامهات.. ومصدر طاقة العامل والمعلم.. والطبيب.. والحرفي.. وهكذا يقتل شعب مسكين قتلا رحيما بدون بكف نظيف دون إراقة دماء...

وللدواء حكاية اخرى   ونصيب من الفساد في قاموس كهنة المعبد  فقد صلب  الاكسير الشافي تحت قسم (ابوقراط) ليرشح زؤوما يخترق أكباد شعب جريمته  ورقة سقطت في صندوق اقتراع في ساعة مشؤومة  ادت الى جنون الاتجار بتراب الاوطان وحرمان الفقير من امكانية امتلاكه وهوالذي منحنا يوما ذاته بالمجّان لنبني عليه اعشاش مواليدنا ..ونربي عليه ابناءنا ..ونعلمهم حب الاوطان ..ونشيد مدارسنا  ...ودور عبادتنا .. ما كل ذلك الاّ دليل على الإهمال والإحتكار وعلى عُري حكّامنا من كامل المؤهلات والقيم التي ينبغي توفّرها بالوكيل الشرعيّ عن الشّعب كما يُفترض ....