ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، اجتماع الهيئات الاقتصادية في لبنان، في حضور رؤساء ونقباء الجمعيات المهنية والوزيرين السابقين عادل قرطاس ونقولا نحاس، للبحث في الملفات الاجتماعية والاقتصادية والطبية والزراعية وإعداد التوصيات المناسبة لكل قطاع.

وأعلن منسق اجتماعات الهيئات الإقتصادية الدكتور ايلي يشوعي في ختام الاجتماع أن "هذه هي المرة الأولى التي يهتم فيها الصرح البطريركي وتحديدا غبطة البطريرك مباشرة بالملفات الاجتماعية والاقتصادية التي تعني الناس"، لافتا الى أن "هذا الاهتمام لما كان لو ان الدولة والحكومات المتتالية والمتعاقبة قامت بواجبها لتسهيل الحياة اليومية للمواطنين، وبناء الاقتصاد القوي والمتين والراعي لكل هذه القطاعات الإنتاجية".

ورأى أن "الدور الاجتماعي والوطني الذي تضطلع به الكنيسة المارونية، إضافة الى دورها الروحي، وانطلاقا من مبادئها المرتكزة على محبة الآخر، هو ممارسة هذه المحبة من خلال الاستماع الى هموم الناس الحياتية والعمل على ايجاد حلول لها. ودور بكركي الوطني وموقع شخص البطريرك وما يجسدانه من قوة معنوية اضطرهما بسبب إلحاح الناس ومطالبتهم بالتدخل والرعاية، الى القيام بهذه المهمة التي هي من مسؤولية الدولة. فلبى البطريرك الراعي هذا النداء باسم المحبة، للتمكن من خلال التفاهم مع أصحاب القرار السياسي والقرار الرسمي، من التوصل معهم الى نتائج بناءة إيجابية تحسن بعضا من أوضاع هذه القطاعات المتهاوية".

وتابع: "لقد انتهينا اليوم من البحث في ملف القطاع الصحي والاستشفائي، وأصدرنا التوصيات اللازمة، وهي تتعلق بعمل صندوق الضمان الاجتماعي وبعض القطاع الإستشفائي في لبنان وتوسيع التغطية الإجتماعية للبنانيين وتصويب اهداف وزارة الصحة وتفعيل خدماتها الصحية، ولقد وضعناها بين يدي غبطته لما له من دور وطني، وهو ابدى كل استعداد للتعاون مع من يجب لمتابعة التوصيات بشقيها التنفيذي والتشريعي، وأبرز المعنيين في هذا الملف هم: وزير العمل، رئيس مجلس إدارة الضمان الاجتماعي، ووزير الصحة ونقيب المستشفيات".

وأشار يشوعي الى أنه "تم اليوم ايضا عرض ملف القطاع الزراعي بكل جوانبه وتفاصيله والمعضلات التي تعترضه والصعوبات التي تواجه المزارع اللبناني، وعرض موضوع الاتفاقات بين لبنان والدول العربية في اطار اتفاقات تيسير التجارة وفي اطار السوق العربية المشتركة. وكان هناك مذكرة زراعية قدمها الوزير قرطاس ورئيس نقابة مستوردي الأدوية الزراعية في لبنان ميشال عقل. وتم الاتفاق في نهاية الاجتماع على تحضير ورقة توصيات القطاع الزراعي لتناقش وترفع في الإجتماع المقبل للهيئات في شهر أيار".

بعدها التقى الراعي النائب غسان مخيبر وعقيلته في زيارة تهنئة بعيد الفصح، تمنى بعدها مخيبر "العمل على توحيد عيد الفصح بين الطوائف المسيحية"، داعيا "الكنيسة المارونية الرائدة الى إيجاد حلول لهذا الأمر مع قداسة البابا فرنسيس".

ولفت مخيبر الى "الامتعاض العارم والمستمر عند معظم اللبنانيين من مسألة عدم انتخاب رئيس للبلاد"، مؤكدا أن "هذا الأمر يحتاج الى الكثير من الصوم والصلاة وبذل الجهود".

كذلك استقبل الراعي سفير جنوب افريقيا شون ادوارد بينيفيلت الذي عبر عن "أهمية هذا اللقاء الذي يسبق زيارة البطريرك لجنوب افريقيا"، وقال: "تحمل زيارة البطريرك الراعي لجنوب افريقيا أهمية كبيرة بالنسبة الينا. لقد عرضنا بعض التفاصيل المتعلقة بها، وخصوصا أنها ستتضمن، إضافة الى اللقاءات الروحية مع رأس الكنيسة والمؤمنين، لقاء مع رئيس البلاد ووزير العلاقات الدولية وعدد من المسؤولين السياسيين".

وأضاف بينيفيلت: "عرضنا مع غبطته آخر المستجدات واستمعنا منه الى نظرته حيال ما يجري من تطورات على الساحة الإقليمية بشكل عام واللبنانية بشكل خاص".

وكان البطريرك استقبل مساء امس الخميس في الصرح البطريركي في بكركي قائد الجيش العماد جان قهوجي في زيارة تهنئة بعيد الفصح، ثمن في خلالها الراعي "الدور والجهود التي تبذلها المؤسسة العسكرية في سبيل ضمان أمن البلاد وسلامة المواطنين".