وقفت الدولة المصرية حكومة وشعبا على اطراف اصابعها مع بزوغ الساعات الاولى لذلك الصباح المليئ بالدراما والتى بدت  كملهاه سوداء حيث ترامت الانباء الغريبة والتى اشارت الى تعرض احدى طائرات مصر للطيران لحادث اختطاف يعد هو الاغرب والاكثر سخرية من نوعه على وجه البسيطة والذى ارشحة لولوج موسوعة جينز للارقام القياسية !

ولعرضى هذا اسبابه المتعددة والتى كانت اهمها تلك الحالة من الاستنفار التى بدت عليها الدولة المصرية للتعامل مع ذلك المازق الحرج والذى جاء فى توقيت غير سار بالمرة فبينما الامور تسير فى طريقها لاستعادة الملاحة الجوية قريبا مع الغرب وروسيا تحديدا فى انتعاشة سياحية واقتصادية قد تبدو وشيكة واذا بالاقدار تضع ازمة تلك الطائرة والتى اختطفها زوج ارعن يمر بحالة نفسية سيئة على المحك وكان المشرحة ناقصه قتله بحسب المثل الشعبى المصرى المعروف ! وفى قراءة تحليلية متواضعة مع هذا المشهد الغريب من نوعه اظن ان التعامل مع هذه الواقعة من جانب المسؤلين كان على قدر عالى من المسؤلية وجاء ذلك ترجمة صادقة وانعكاس ايجابى لاهتمام الحكومة وعلى راسها المهندس شريف اسماعيل رئيس مجلس الوزراء بسرعة التاقلم مع الامر واتخاذ كافة التدابير والاحتياطات اللازمة هذا فى الجانب العلنى من ادارة الازمة بينما كانت هناك جهود تبذل على جوانب اخرى سواء دبلوماسية او على مستويات عليا ليؤكد ذلك ان المسالة ليست مجرد طائرة تعرضت للاختطاف بقدر ماهى المسؤلية التضامنية لانقاذ هذه الارواح التى كانت تحلق داخل طائرة رست على مدارج مطار لارناكا بجزيرة قبرص  والحقيقة ان حجم المخاطر التى اكتنفت المشهد بعد تواتر انباء لايعلم مدى صحتها فى تلك اللحظات العصيبة الا الله بتواجد مجموعة ارهابية اعتلت الطائرة وفرضت سيطرتها على قمرة القيادة وتنامى اخبار اخرى متلاحقة تشير الى احتمالات كارثية بحيازة هؤلاء الارهابيين على احزمة ناسفة قد تحول الطائرة بركابها الى اجزاء وشظايا مبعثرة فى خلال دقائق كل ذلك اصاب قلوب المصريين بالتوقف مع تلك اللحظات العصيبة  ومع كل هذا الشحن والضغط والتخيلات الماساوية بنى كثيرون قصورا من الاوهام وظهرت علينا روايات غريبة الاطوار اكثرها اثارة كانت تسلل افراد منتمون لتنظيم داعش عبر مطار برج العرب بمحافظة الاسكندرية واستقلال الطائرة فى تحدى سافر وعجيب لكافة الاجراءات والاحتياطات الامنية المتبعة بكافة المطارات والموانئ المصرية والتى ازعم انها باتت الاكثر صرامة عقب احداث تفجير الطائرة الروسية والتى مازالت اقتصاديات السياحة تعانى منها للان .

وللحقيقة فان اجتهادات المحللين على شاشات التلفزة والخبراء الامنيين اقامت الدنيا ولم تقعدها واخذت المحطات الفضائية تتبارى فى سرعة نقل المعلومات وكاننا اصبحنا امام اختراق صارخ من نوعه مااثار اكثر من علامة استفهام حقيقية وبدا الموقف شائكا وكاننا فى الرمق الاخير الا ان الطاف الله كانت لها الكلمة النهائية لاسدال الستار على هذه الماساة عقب الاعلان عن تفسير قد يبدو من اول وهله انه غير منطقى ولايصدقه عقل بقيام زوج مصرى باعتلاء الطائرة وصناعة واخراج هذا السيناريو العجيب والفريد من نوعه لانهاء خلافات عائلية مع زوجته القبرصية شيئ لايصدقه منطق ويعجز اللسان عن وصفه انها الملهاه والدراما البائسة وهنا وفور تدقيق تلك المعلومات الاخيرة بدا الجميع يتنفس الصعداء وتراجعت تحليلات وتخمينات خبراء الاستراتيجيات الامنية وتهاوت فى عرض المتوسط واصبحنا اما سيناريو يصلح بجدارة لاخراج فيلم سينمائى يبعث على الاثارة وكتم الانفاس على غرار احداث ماساة "تايتنك" لكن الله سلم وذهبت احلام داعش واخواتها الى سراب !  

كاتب المقال: صحافى مصرى ورئيس جمعية الصحافيين النقابيين