دعت واشنطن العواصم الأوروبية الى مضاعفة جهودها ضد تنظيم «داعش»، فيما وجه خبراء أمنيون انتقادات الى بروكسيل لـ «ضعف أدائها» في مكافحة الإرهاب، رغم تقارير أفادت أمس، بأن سلسلة الاعتقالات التي نفذتها الشرطة البلجيكية ربما أدت إلى تفادي هجوم «كارثي» على محطة نووية كان الإرهابيون يخططون له، اضافة الى سلسلة هجمات، خطط لها صلاح عبد السلام وفق «سيناريو باريس»، الذي كان يستهدف شن اعتداءات متوازية على أكثر من هدف وايقاع أكبر الخسائر في الأرواح و«أشد ايلاما» مما جرى في باريس، كما ذكر مصدر في الشرطة لتلفزيون «في أر تي» البلجيكي.

وقال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر في مقابلة مع «سي أن أن»: «اعتقد أن اعتداءات بروكسيل أتت لتذكر أكثر الأوروبيين بأنهم في حاجة الى تسريع جهودهم ضد تنظيم داعش» في العراق وسورية وكما فعلت الولايات المتحدة في هذا المجال. وأضاف انه «تذكير لكل الذين يعربون في أوروبا عن شكهم» في الحاجة الى تكثيف الجهود.

ويعقد وزير الخارجية الأميركي جون كيري محادثات اليوم مع المسوولين في الحكومة البلجيكية ستركز على تداعيات هجمات بروكسيل التي حصدت 31 قتيلاً وحوالى 300 جريح من 40 جنسية بينهم أميركيون.

وتركز البحث في بلجيكا أمس، عن مشبوهَين اثنين بتفجيرات المطار ومحطة المترو، بعدما أكدت الشرطة أن نجم العشراوي هو الانتحاري الثاني في المطار الى جانب ابراهيم البكراوي، فيما لم تحدد بعد هوية الشخص الثالث الذي يعتمر قبعة ويدفع عربة الى جانب شخصين قبل عمليات التفجير. ويُشتبه في أن خالد البكراوي شقيق ابراهيم، هو الانتحاري الثالث وفجّر عبوة في مترو «مالبيك» المجاور لمقار الاتحاد الأوروبي، فيما تبحث الشرطة أيضاً عن شخص ظهر إلى جانبه في لقطات رصدتها كاميرات مراقبة.

واتخذت التحقيقات في الاعتداءات بعداً سياسياً، إذ رفض رئيس الحكومة البلجيكية شارل ميشيل استقالة وزير الداخلية جان جانبون ووزير العدل كون غيين على خلفية تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن بلاده سلمت بلجيكا الانتحاري ابراهيم البكراوي لكن الأخيرة أفرجت عنه.

وأُعلن عن تشكيل لجنة تحقيق في بروكسيل حول الأسباب التي دفعت إلى الإفراج عن ابراهيم البكراوي بشروط. وقال خبير الأمن البلجيكي كلود مونيكي أن الأجهزة البلجيكية «تتميز بالحرفية وبأساليب عمل تختلف عن نظيراتها في فرنسا بدليل تمكنها من اعتقال صلاح عبدالسلام حياً. لكنها تشكو من نقص الامكانات المادية ونقص إطار قانوني يرتقي الى مستوى التحديات التي فرضها تطور طبيعة الأخطار المحدقة».

ونقلت صحيفة «دي إتش إن» البلجيكية عن مصادر أمنية، أن انتحاريي بروكسيل كانوا يفكرون أساساً في مهاجمة موقع نووي في البلاد، لكن الاعتقالات التي بدأت الأسبوع الماضي وشملت عبدالسلام، قد تكون اضطرتهم إلى اختيار أهداف سهلة في العاصمة.

ونقلت الصحيفة عن مصدر في الشرطة قوله إن 2 من الانتحاريين وهما الأخوان خالد وإبراهيم البكراوي صوراً سراً في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، تحركات رئيس برنامج البحث والتطوير النووي البلجيكي.

وعقد وزراء الداخلية والعدل لدول الاتحاد الأوروبي، اجتماعاً استثنائياً أمس، أكدوا فيه تصميمهم على تعزيز تبادل المعلومات الاستخباراتية لاستباق تحرك المنظمات الإرهابية. وتركزت محادثات الوزراء خلال ساعتين حول إمكانات الإسراع في وتيرة المصادقة على الاتفاقات الأوروبية، خصوصاً اجراءات إعادة فرض الرقابة على الحدود الداخلية للاتحاد وفي شكل منتظم على كل المسافرين من ضمنهم الأوروبيون.

وأكد وزير الداخلية الفرنسي برنارد كازنوف على أهمية «تعزيز حماية الحدود الخارجية وإصدار القوانين التي تمكن من إعادة فرض مراقبة الحدود الداخلية، ومراقبة الحدود الخارجية بالنسبة الى كل المسافرين في شكل منسق وممنهج». وأشار كازنوف الى حصول «داعش على جوازات سفر وامتلاكه معرفة كاملة بصنع هويات مزورة». وكان جهاز الشرطة الدولية (انتربول) أعلن أن تنظيم داعش والمنظمات الإرهابية في سورية والعراق حصلت على أكثر من 235 ألف جواز سُرقت من الادارات الرسمية.

وبث تنظيم «داعش» فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي أمس، يدعو فيه أتباعه إلى «الجهاد» بعد هجمات بروكسيل، في ظل معلومات عن قيام التنظيم المتطرف بتدريب 400 مقاتل ليشنوا هجمات في مدن أوروبية.