وكأن مأساة 21 آذار تتكرّر ، بأسلوب مختلف عمّا حصل في عام 1994 ، فالدماء في ذلك اليوم المشؤوم تناثرت في ساحة النبطية، أمهات فُجعن بمجزرة انتُهكت بحقّ الطفولة فأفقدتهم لذّة الإحتفال بعيد الأم وتحوّلت فرحتهنّ باحتضان براعم الطفولة إلى مأساة رواها التاريخ.

ففي ذلك اليوم، اختار العدو الإسرائيلي ساحة النبطية لتنفيذ مجزرته واضعا نصب عينيه هدفا محدّدا يتجلّى بباص مدرسي ما أدى إلى وقوع عدد من الشهداء والجرحى الاطفال، ولأن أحلام الأمهات تناثرت في ذلك الحين في رؤية أطفالهنّ رجالا أمامهنّ ها هو اليوم يكرر نفسه فتلك أمّ تنتظر عودة ابنها الذي ذهب ليقاتل في سوريا محتضنة ثيابه ومشتاقة لعبير رائحته وهناك أم ترتمي على قبر ابنها الذي لم تفرح به عريسًا وهنا أمّ تودّع ابنها خائفة عليه من ألا يعود إلا جثّة هامدة أوأشلاء وربّما لا يعود أبدا..

نعم..إنّها مأساة اشتركت فيها دموع الأمهات وقلبت مفهوم الإحتفال، تحديدا عند الطائفة الشيعية فما بين مجزرة باص المدرسة في النبطية وما بين المجزرة التي تركب بحق الشباب المنتمين لحزب الله قاسمًا مشتركًا يتجلّى بالمذهب وبحزن أمهاتهنّ.

ولعلّ الآن من يتساءل ما علاقة عبارة "في 21 آذار.. مأساة يعيدها حزب الله إلى الحياة" بما سبق وطرحناه وباختصار يمكننا أن نفصّل ذلك عبر النقاط التالية:

أوّلا: حزب الله بدون أي مبالاة بمشاعر الأمّهات ولأجل قضيّة خاسرة يُرسل بفلذات أكبادهنّ إلى سوريا عبر غسيل دماغي مذهبي وديني، فيُفجعهنّ بشباب لم يروا ملذات الدنيا .

ثانيًا: لأجل نزع ثوب العروبة عن لبنان وتحويله إلى جمهورية إسلامية فارسية لأجل مشاريعها وضمان تمدّدها يتمّ فجع الأمّهات بأولادهن كما اسرائيل حينذاك حيث كانت تحاول احتلال أرض الجنوب ولو بالقوّة من أجل مياه الليطاني.

ثالثا: في الحالتين دعوات لأمهات إلى الله بالإسراع إلى نقلهن إليه لعدم تحمّلهم ألم الخسارة

 رابعا: وهي النقطة الأهم..في آذار 1994 أمهات تحوّل يومهنّ إلى يوم أسود وفي آذار 2016 يعيش أمّهات عناصر حزب الله يوما أسودا لفقدانهنّ أولادهنّ.

وهل بعد ذلك سنسأل كيف كرّر حزب الله مأساة آذار 1994؟