نبّه مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أمس إلى أطراف في الداخل يعتقدون بأن تسوية المشكلات في البلاد والمنطقة، ممكنة من خلال «إبرام اتفاق نووي ثانٍ وثالث». وسخر من الكلمة التي وجّهها الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الإيرانيين في عيد رأس السنة الفارسية، متهماً إدارته بعرقلة تطبيق الاتفاق النووي المُبرم مع الدول الست. ورجّح أن تطلب واشنطن إلغاء مؤسسات إيرانية، بينها «الحرس الثوري».

وكان أوباما ذكر أن الإيرانيين سيحصلون على أرصدتهم المالية المجمّدة في الخارج، بعد استكمال الإجراءات في هذا الصدد. وأضاف في رسالة متلفزة لمناسبة عيد الـ «نوروز»: «أتوجّه مباشرة إلى الشعب الإيراني، لنرى كيف يمكن فتح نافذة جديدة وعلاقات جديدة بين بلدينا. للمرة الأولى منذ عقود، إن مستقبلاً جديداً ممكن».

واستدرك أن «الاتفاق النووي لم يهدف إلى تسوية كل النزاعات بين البلدين، فللولايات المتحدة خلافات عميقة مع الحكومة الإيرانية». واستدرك: «ولكن حتى إذا كانت هناك خلافات جدية بين حكومتينا، فكوننا نتحدث الآن باستمرار، للمرة الأولى منذ عقود، هذه مناسبة ونافذة لتسوية مواضيع أخرى. أعتقد جازماً بأن في إمكاننا أن نواصل توسيع العلاقات بين الأميركيين والإيرانيين».

لكن خامنئي سخر من كلمة أوباما، قائلاً: «أميركا تفرض عقوبات على إيران وتهدّدها، ومن جهة أخرى تعلن أنها ليست عدوة لها وتحتفل بالنوروز». واعتبر أن الأميركيين «يتنكّرون لالتزاماتهم» في الاتفاق النووي، «عبر خدع وحيل»، وزاد: «يقول الأميركيون إنهم سيلغون العقوبات، لكنهم رفعوها على الورق. في الدول الغربية والمناطق الخاضعة لنفوذ الولايات المتحدة، تواجه الصفقات المصرفية وتحويل أموالنا من مصارفهم، مصاعب بسبب خوف (المصارف) من الأميركيين». ونبّه إلى أن «الخزانة الأميركية تتصرّف بطريقة تجعل الشركات والمؤسسات والمصارف الكبرى، لا تجرؤ على المجيء والتعامل مع إيران».

وشدد على أن «المرشحين الأميركيين (للرئاسة) يتسابقون على الإساءة إلى إيران، وهذا عداء واضح لها... عندما أقول العدو أقصد أميركا، ولا نجامل أحداً في ذلك. مشكلتنا ليست مع شعب أميركا، بل مع ساسته». وذكر خامنئي أن واشنطن «تريد الإيحاء بأن إيران على مفترق طريق، وأن لا خيار أمامها سوى مسايرة أميركا، أو تحمّل ضغوطها»، محذراً من أن الأميركيين يريدون أن «تتنازل إيران عن ثوابتها» في السياسة الخارجية، «ما سيؤدي لاحقاً إلى مطالبتها بإلغاء الحرس الثوري والباسيج ومجلس صيانة الدستور».

ونبّه إلى أطراف «في الداخل يقبلون خطاب الاستكبار، ويسعون إلى إقناع الآخرين به... يعتقدون بأن تسوية المشكلات في الداخل وفي الشرق الأوسط، ممكنة من خلال إبرام اتفاق نووي ثانٍ وثالث، وهذا يعني التخلي عن الخطوط الحمر والانصياع إلى الاستكبار».

وكان خامنئي أعلن أن شعار السنة الإيرانية الجديدة سيكون «الاقتصاد المقاوم، الإقدام والعمل»، فيما وصفها الرئيس حسن روحاني بأنها «سنة أمل وجهد». وأضاف: «لديّ ثقة بإمكان السير في اتجاه ازدهار اقتصادي وتحقيق نموّ نسبته 5 في المئة، من خلال التعاون والجهد المبذول داخل الدولة، والتواصل البنّاء مع العالم».