مسبحة خطف اللبنانيين والتهديد بالمزيد تكرّ في ليبيا، وإحدى حلقاتها هذه المرة ابن بلدة الطيبة الجنوبية الدكتور حسين حبيش، الذي خرج من عيادته في منطقة مرج أعيون في مدينة البيضاء الليبية في الثاني من الشهر الجاري من دون أن يصل الى منزله. أيام سوداء مرّت على عائلته التي كانت تجهل مصيره الى أن تلقت اتصالاً أكّد خطف ابنها، رابطاً مصيره بإطلاق سراح هنيبعل القذافي.

  "نريد الكابتن بأي ثمن، وإن مسّه مكروه سنتصرف"، هو فحوى الاتصال الذي أجراه الخاطفون مع شقيق حبيش عند منتصف ليل الاثنين الماضي. الاتصال لم يخلُ من التهديد والوعيد واكراه عائلة الطبيب على نشر صورتين له، واحدة وهو يرتدي بزته والأخرى معصوب العينين وعلى صدره ورقة كتب فيها: "د. حسين حبيش، مرج أعيون، مسلم شيعي 3 مارس 2016".

لكن كما شرح شقيقه محمد لـ"النهار" فإن العائلة ارادت التريث وعدم نشر الصور بناء على رغبة زوجته طبيبة الاطفال المقيمة في ليبيا، وقال: "رغم ذلك سارع الاعلام اللبناني الى نشر الصور"، مشيراً أن اتصال الخاطفين الأول كان بإحدى الصحف اللبنانية لنشر الخبر.

  المربع الأول شقيق الطبيب أكد للخاطفين أن ليس في امكان العائلة أن تحرك ساكناً في قضية هنيبعل، ولفت حبيش إلى أنه "نحن ناس حياديون نحب الجميع عملنا إنساني في الطب والتعليم، فكان جواب الخاطفين لا يهمنا نريد الكابتن وان مسه اي مكروه سيكون لنا تصرف في ذلك الحين".

واستغرب كيف أن طبيباً مسجلاً في نقابة الأطباء منذ 35 سنة لا تحرك النقابة ساكناً بعد خطفه، وتساءل "اين نقابة الاطباء التي لم تصدر حتى الآن بياناً، أين زملاؤه، اين التضامن المهني"؟ وعود تلقتها عائلة حبيش للمساعدة، لكن كما قال محمد: "الى الآن لم يحرك أحدٌ ساكناً ولا زلنا في المربع الأول، نحن كالغريق ليس لدينا أي أفق، نحن لبنانيون (بَالعين الموس)، ربما ذنب شقيقي أنه ليس مسيّساً ولا ينتمي إلى أي فريق".  

تهديد ووعيد لسفير لبنان في ليبيا محمد سكينة نصيب من عملية التهديد بالخطف في شريط فيديو انتشر لمجموعة حركة المقاومة الليبية الشعبية المسلحة كما أطلقت على نفسها، عبّرت من خلاله عن "استهداف كل فرد يحمل الجنسية اللبنانية على الأراضي الليبية مهما تكن صفته ابتداء من السفير والعاملين في السفارة انتهاء بالرعايا اللبنانيين، فسوف يكونون هدفاً لنا مستهدفين سياسة: اترك نترك". سكينة علّق في اتصال مع "النهار" على شريط الفيديو بالقول "ليس لدينا خلفية تؤكد انهم بالفعل هذه الجماعة، هم عرّفوا عن أنفسهم كذلك، فحتى طريقة تصوير الشريط تدل على أن من يقف خلفه أناس غير محترف".  

مركب واحد ليست المرة الأولى التي يُهدد فيها سكينة، فقد سبق ان هدد قبل نحو ثلاثة اسابيع من خلال رسالة نصية وصلته على هاتفه، ومع ذلك يؤكد أن "اللبنانيين في ليبيا وعددهم نحو 1500 شخص، ليسوا مهددين. نعم حصلت حادثتان في مدينة البيضاء بنغازي منذ ان ابتدأت الاحداث في 2014، لكن باستثناء ذلك اللبنانيون في أمان". ولفت إلى أن "السفارة في ليبيا تتواصل مع الفاعليات المدنية والعسكرية على الارض في مدينة البيضاء وبنغازي، لكن، ويا للأسف، الظروف في هاتين المدينتين صعبة.

فكل شخص لديه 15 مسلحاً يدّعي أن لديه شرعية ثورية مع الأخذ في عين الاعتبار بُعد المسافة عن هاتين المدينتين حيث يكون التواصل أصعب".   سكينة لا يخشى أن تحمل الايام القادمة المزيد من عمليات الخطف، وقد أبلغ الجهات الرسمية في ليبيا عما يتعرض له من تهديدات.

وقال: "لا تريد السلطات الليبية وتعزّ عليها هذه التصرفات، فنحن واياها في مركب واحد لمواجهة التهديدات التي تطلقها جماعات النظام البائد".

وختم "لنطمئن العالم ولنعمل جميعاً على حفظ امن اللبنانيين وسلامتهم، فليس أحسن ظرف نعيشه في ليبيا". بين عمليات الخطف والتهديد بالمزيد، يعيش اللبنانيون في ليبيا في ظرف مرير، واذا كتب لحسين (63 عاماً) أن يزور عائلته الصيف الماضي، فإن السؤال: هل سيطلق سراحه الخاطفون عما قريب أم إن الأيام القادمة ستشهد خطف المزيد؟

النهار