بين الحمى والكنّة حرب لا يفهمها الرّجل مهما بذل جهودا لإحلال السّلام في المنزل العائلي وبعد عدة محاولات يرفع الراية البيضاء منتظرا أي معجزة للإحالة دون وقوع المزيد من المجازر الكلامية بين "الضرّتين".

وإطلاق تسمية "الضرّة" على الكنّة ليس من وحي الكلام فقط، فالأمّ التي تتعب وتربّي وتسهر الليالي لترى أمامها رجلا مكتمل الأوصاف فجأة تجد أن امرأة أخرى دخلت على خطّ العلاقة بينها وابنها، وترى  أن الأمور انحرفت عن مسارها وتلاشى اهتمامه بها فتعلن الأمّ الحرب على الكنّة لأجل ربح ابنها من جديد.

أما الكنّة التي تأتي إلى منزل مجهول العادات والتقاليد، يتمّ وضعها أمام الأمر الواقع وعليها أن تتصرّف كما لو كانت في منزلها و "يا عيني إذا ببيتها كانت مدلّعة".

تقول مريم لموقع لبنان الجديد "كنتً مخطوبة ولم أعلم كيف هي عادات أهل زوجي، أمّي كانت ترتّب لي السرير أما عن الأعمال المنزلية فلم أ:ن أعلم أي شيء عنها، وفي أحد الأيام زرتً "حماتي" وكنتً وخطيبي على وشك الخروج فتركتً تنظيف الأواني التي لم نأكل فيها أساسا وتفاجأتُ من ردًة فعل حماتي " إنت مدلّعها،تاركها عرياحتها، كيف بتترك الجلي" وللوهلة الأولى انصدمتً حتًى علمتُ أن "حماتي" من النوع الذي يحب أن تخدمه الكنّة".

أمّا سهر والتي قبلت بزوجها رغم أنه يكبرها بـ20 سنة تروي قصتها بحرقة "قبلتً به وبظروفه وكنتُ أعامل أمّه كوالدتي خاصة أنّني يتيمة الأم لكنّها كانت دائما تضايقني وتصفني بالفتاة المدلّلة حتّى إن أردتُ الخروج وزوجي سويّا لوحدنا لا تقبل وكانت كظلّنا تتنقّل معنا،  حتّى أخيرًا بدأتً اتعب ولم أعد أحتمل فطلبت الطلاق وهذا ما حصل فعلا".

أمّا روى فاعتبرت أنّ أمّ زوجها حصلت على الإهتمام منه والآن حان دورها ليهتم زوجها بها قائلة "متل ما زوجها عاملها منيح أنا من حقّي أنا وزوجي عيش بدون ما حدا يتدخّل فينا وبدون مشاكل".

وتؤكد تغريد أنّها انتقلت إلى منزل زوجها وهي تعيش مع حماتها مكتفية بالقول "بحاول إتفهّمها ومتل إمّي بس بتغار كتير وأحيانا زوجي بيعرف إنّي مزعوجيبس الواقع بيفرض نفسو".

وبعيدا عن كل هذه القصص تروي "أم محمد" معاناتها من كنّتها فتقول "عيلتو أخدتو منّي، بتجي مرتو بتسمّعني كلام إذا عطاني ابني مصاري وأحيانا بتجيب ولادا بتحطهم عندي وبتضهر وكأن انا فيي حيل بعد".

هذه الروايات المختصرة والتي تظهر ان الحرب بين الكنّة والحمى لن تنتهي إلا بانتهاء العالم تؤكد لنا أنّه لا يمكن الوقوف إلى جانب أي طرف من الاطراف فالأمّ محقّة والزوجة محقّة وما على الرجل أن يعلم كيف يطفىء نار الغيرة من قلبيهما.