خلال أسابيع ماضية وخاصة بعد الانتخابات النيابية في إيران، عبّر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله خامنئي في أكثر من لقاء وخطاب عن قلقه على الثورة وشدّد على ضرورة بقاء النظام ومؤسساته و شخصياته ثوريين,    فبعد أيام من إجراء الانتخابات الأخيرة خلال لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادة المنتهية ولايته أوصى المرشد الأعلى مجلس خبراء القيادة بأخذ شرط الثورية لانتخاب المرشد المقبل في الحسبان والتركيز على هذا الشرط وعدم المجاملة مع أحد في هذا المجال.

يشعر آية الله خامنئي بأن مجلس الخبراء المقبل سيكون على عاتقه انتخاب المرشد المقبل على الارجح. أما التأكيد على اشتراط النزعة الثورية في شخصية المرشد المقبل يأتي من شعور خامنئي بضرورة استدامة الثورة ما يُذكّرنا بمقولة الثورة المستدامة عند تروتسكي، ولهذا رأيناه في يوم الثلاثاء (الأمس) ركّز على بقاء الحوزة العلمية ثورية ورجال الدين ثوريين، وذلك خلال لقاء مع حشد من رجال الدين من مدينة قم.  

وأضاف خامنئي بأن تشديده على موضوع الاستكبار وامريكا ليس بحكم العادة بل لأنه يشعر بالخطر وحذّر من مغبة إزالة النزعة الثورية في الحوزات العلمية الدينية وبين رجال الدين حيث إن ذلك مدعاة للانحراف.

  منذ ثلاثة أعوام وخاصة بعد بدء المفاوضات النووية صرح خامنئي بأن ثوري وليس دبلوماسي، ولكن بعد إقرار الاتفاق النووي يشعر بأن منسوب العداء للغرب و خاصة الشيطان الأكبر انخفض عند الإيرانيين.

  لم يبق تشديد المرشد الأعلى القلق على زوال الروح الثوري من جسد البلد والنظام، دون ردّ حيث إن الرئيس روحاني أكد على أن الثورية الإيرانية كانت تهدف إلى سيادة الوحدة الوطنية والأخلاق و الإخاء وليس لأن البعض يتحدث عن أنه ثوري.

وإلا فما الفائدة في أن أؤكد على أنني ثوري؟!   ويبدو أن شرط الجدارة في المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في راي آية الله خامنئي هو عبارة عن الشوكة تجاه الأجنبي أو العدو، وأن الكفاءة في الداخل تأتي في المرحلة الثانية، بينما الرئيس روحاني يرى بأن الكفاءة في الداخل أهم وسابق على مكافحة الاستكبار ولهذا يركز روحاني بأن على النظام أن يركز على تأمين العيش الكريم للمواطنين و إن العدو الرئيس هو الفقر و التخلف و لم تكن رسالة الثورة إلا الحفاظ على كرامة الناس و حريتهم وإنماء طاقاتهم. 

  وبطبيعة الحال لا يريد روحاني الاستسلام أمام الاستكبار، بل يرى بتقدم التنمية الاقتصادية والسياسية على معاداة الآخرين طالما هناك أساليب دبلوماسية للتجنب من شرّهم كما حدث خلال المفاوضات النووية.