بحادث سير، انتهت القصّة! شابان في ربيع العمر أنهيا كتابة عمرهما على الأرض، وأنهيا صياغة حياة قُطعت فجأة بنهاية مروعة. حكايةٌ لطالت وتغيّرت لو كانت حقًا مكتوبة بخطّ الأمل. ويا ليت الرحيل غير إلزامي.. الصديقان الشابان شادي مشرقي ووديع ساسين ضحيتان جديدتان لطرق لبنان: حادثُ سير كان كفيلًا بإجبارهما على الرحيل.

  قُطعت الأنفاس وانتهت رواية شادي ووديع! لم يفارقا بعضهما في الحياة، وهكذا بقيا حتى في الممات.

شادي الرقيب الأول في قوى الامن رحل تاركًا حبّه، لا بل هوسه بالرياضة، في هذا العالم. هو الصامت والهادئ، لم يكن يُسمع صوته إلّا عند مشاهدة مباريات كرة القدم، كان يحبّ ريال مدريد، فيتحمّس بتشجيعهم وكأنه منهم. وبالطريقة ذاتها، شجّع فريق الحكمة في كرة السلة اللبنانية حتى أصبحت هذه الرياضة جزءًا لا يتجزأ من حياته.

  شادي الذي كان يتفانى بكلّ شيء في حياته، وبكلّ مراحلها، غدره الزمان ليرحل من دون تحقيق أحلامه وفي طريق عودته إلى منزله العائلي، وقعت الكارثة ولم يطأ البيت مرة آخرى. اليوم تودّعه والدته الثكلى في اللقاء الأخير، وسيلقى البركة الأخيرة منها قبل أن يوارى في الثرى في بلونة عند الرابعة من بعد ظهر اليوم. إنّه لقاءه الأخير مع والده، شقيقه وشقيقته الذين جفّ قلبهم دموعًا.

  وكان رئيس مدرسة الحكمة في بيروت والرئيس الفخري لنادي الحكمة الخوري جان بول أبو غزاله نعى إلى أبناء نادي الحكمة ومحبيه الشابين العزيزين شادي مشرقي ووديع ساسين اللذين واكبا معًا النادي بكل محبّة واخلاص وترافقا دومًا معًا من هذه الحياة إلى الحياة الأبديّة، حتى طريق الموت عبراها معًا إلى القيامة المجيدة .

لبنان 24