صرح كبير مفاوضي وفد المعارضة السورية محمد علوش من الرياض قبيل التوجه لجنيف بأن المرحلة الإنتقالية لن تبدأ إلا برحيل الأسد أو قتله. وهذا التصريح تقاطع مع تصريحات عديدة لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير بأن الأسد سيرحل إما بالقوة أو بحل سياسي.واليوم صدر تصريح مفاجىء وصادم من الرئيس السوداني عمر البشير يقول فيه بأن الأسد لن يرحل بل سيقتل. 

كثرة التصريحات حول الموضوع وازاها على الضفة الأخرى من دمشق تصريح آخر لوزير الخارجية السوري وليد المعلم حدد فيها خطوط حمراء حول مصير الأسد والذي قوبل برفض أميركي على لسان وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي حذر النظام السوري بأن صبر واشنطن قد ينفذ إذا إستمرت هذه العراقيل.

وسط هذه التصريحات المتكررة كان ملفتا لغة القتل التي بدأت ترد على ألسنة مسؤولين رسميين وهي  ليست بزلة لسان أو هفوة بل رسالة سياسية لمن يعنيهم الأمر بأن المحور المناهض لبشار الأسد مستعد أن يقلب الطاولة رأسا على عقب في حال أي تسوية من تحت الطاولة تقبل ببقاء الأسد في السلطة.

وأن تصدر هذه التصريحات من قلب الرياض فلهذا الأمر دلالات كبيرة أبرزها القول أن السعودية لن تقبل بأي حل نهائي للأزمة السورية بوجود الأسد.

فإمكانية نجاح الحل السياسي بسوريا مرتهن بالبدء برحيل الرئيس الأسد  حسب الرؤية السعودية وأي حل لا يؤدي لهكذا نتيجة سيواجه برفض سعودي صارم يصل حد التخطيط للقضاء جسديا على الأسد. والحدية الواضحة في الخطاب السعودي إتجاه الأسد سببها أن القضية معه تجاوزت المعادلات الديبلوماسية المعروفة والعلاقات المعهودة وقواعد الإشتباك المتفق عليها إلى مستوى شخصي وتحدي لهيبة وسياسات وموقع السعودية في المنطقة خصوصا في الصراع الدائر بينها وإيران.

فلن تقبل السعودية بالأسد حتى من دون صلاحيات لأن مجرد وجوده هو فشل سياسي للسعودية لذلك فهي في صراع من أجل الإطاحة به حتى لو كلفها الأمر أن تقوم بإغتياله. تفهم روسيا هذه الحدية وتتفهمها أميركا وتعول عليها المعارضة السورية التي ترفع من أسقف مطالبها في مفاوضات جنيف ولا تقبل بغير رحيل الأسد كبداية للمرحلة الإنتقالية ضمن الحل السياسي للأزمة.

هذا الحل متوقف على تقبل الأسد  فكرة رحيله أو تبنيه خيار المواجهة حتى النهاية وفي هذه الحالة فإن  السعودية ترسل إشارات بأنها مستعدة لخيار إغتياله.

هذا الخيار لو لجأت إليه السعودية سيفتح الأزمة السورية على خيارات واسعة ومجهولة. لذلك من المستبعد أن تقدم  السعودية على هذا الخيار دون تنسيق مسبق مع الولايات المتحدة الأميركية. فأميركا تدرس خطواتها وتدرك جيدا أي خطوة تقوم بها ضمن خطة طويلة الأمد مع تأمين خيارات عديدة متوقفة على نفاذ صبرها كما صرح كيري. ومن ضمن هذه الخيارات الإغتيال، وهو أسلوب تمارسه أميركا ووكالة الإستخبارات الأميركية لتصفية خصومها. وفي اللحظة التي تدرك فيها أميركا أن الوقت أصبح مناسبا لتصفية الأسد فستقوم بذلك ولن توفر هذا الحل. لكن هذا الوقت غير مناسب الآن لكي لا تستفز أميركا الروس خصوصا بعد التوصل لإتفاق معهم حول سوريا.

لذلك فإن هذه التهديدات حاليا قد تكون من باب الضغط على الأسد وفريقه للقبول بالحل السياسي للأزمة السورية. وما بين التهديدات والأفعال يبقى خيط رفيع يبقي الأزمة السورية مشرعة الأبواب على كافة الإحتمالات والخيارات.