تتكشف يوما بعد يوم عمق الأزمة التي يعيشها حزب الله جراء الإنغماس في المستنقع السوري، وإن حاول الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله عبر مواقفه وخطاباته أن يقنع جمهور حزب الله بصوابية خياراته السورية، إلا أن الواقع شيء وما يريده نصر الله شيء آخر .

أجواء سلبية كبيرة لدى القاعدة الشعبية لحزب الله من جهة ولدى قياديين ومسؤولين فيه من جهة ثانية، كلها تتوجه بانتقادات كبيرة ولاذعة إلى ما آلت إليه الأمور في حزب الله جراء التدخل في سوريا سياسيا وعسكريا.

وتوقفت مصادر متابعة عند الإخفاقات الكبيرة للحزب على المستوى الشعبي وعلى مستوى الحضور في الشارع العربي، وأعادت هذه المصادر هذا الإنكفاء إلى خطأ السياسيات التي ينتهجها الحزب في المحيط العربي عموما وسوريا خصوصا، وقالت هذه المصادر أن حالة الإمتعاض من حزب الله تتمدد يوما بعد يوم من الشارع العربي الى صفوفه التنظيمية والحزبية وإلى عدد كبير من قيادييه، حيث أعرب مسؤولون بالحزب عن امتعاضهم الكبير من هذه السياسات التي أدت بالحزب الى حالة من الإنهيار الكبير على المستوى السياسي والشعبي والعسكري حتى قال أحد القياديين " يلعن الساعة اللي فتنا فيها ع سوريا "   على مستوى القاعدة الشعبية للحزب ومع سقوط الأعداد الكبيرة من القتلى والجرحى في صفوف المقاتلين في سوريا، تسود الأوساط الداخلية الشعبية للحزب حالة سخط عارمة، وسط دعوات لوضع حد لهذا التهور السياسي والعسكري، وفي هذا السياق سُجلت إنتقادات واسعة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لمواقفه من الأزمة السورية وتدخله العسكري المباشر مع تساؤلات بدأت تطفو على الساحة الداخلية للحزب، ماذا نريد بعد من الأزمة السورية؟

وماذا علينا أن ندفع بعد لأجل بشار الأسد ؟ هل كُتب علينا وحدنا الدفاع عن نظام بشار الأسد ؟ إلى متى سيبقى الشيعي رخيصا إلى هذا الحد ؟ ماذا يريد السيد حسن بعد ؟

إن هذه التساؤلات وغيرها تنتشر بشكل غير مسبوق في الدوائر المقربة من الحزب، وباتت الأجواء السلبية كبيرة تجاه قيادة حزب الله والسيد نصرالله تحديدا.

إن هذه التداعيات الكبيرة لسياسات حزب الله ومواقفه تجاه الازمة السورية  دفع ثمنها حزب الله من رصيده العربي والاسلامي وها هي اليوم تشكل مادة سجال داخلي قد لا يستطيع حزب الله تجاوزها لأن الإنتقادات بلغت البيت الداخلي للحزب وبالتالي فإن الحزب أمام معضلة اجتراح الحلول المناسبة ومن أهمها العودة الى الوطن والدولة فهل سيتعظ حزب الله ويتجاوز هذه الاخطاء ؟