أكد النائب السابق اسماعيل سكرية في تصريح انه "من لم يطارده الارهاب في افريقيا، قضى بمرض الحمى الصفراءyellow fever، كما حدث لستة لبنانيين منذ ايام في انغولا. ولطالما حذرنا سابقا من تقصير وفوضى الرعاية الصحية في مطار بيروت الدولي، ومن تهريب وبيع اللقاح ضد الحمى الصفراء لصيدلية ذكرناها مرارا انذاك وهو ما زال قائما حيث الكثير من الحجيج والمسافرين لافريقيا لا يتلقون اللقاح بل يتلقون احيانا شهادة تلقيح وهمية".

وأضاف:"اننا نطالب بمحاسبة كل مسؤول عن الاستخفاف بصحة اللبنانيين المحاصرة ما بين "النفايات والارهاب".

هذه التحذيرات ربّما تدفعنا إلى التساؤل عن ماهية الحمى الصفراء وكيف تنتقل ولعلّ بعض المعلومات المفيدة التي سنذكرها قد تكون سببا لأخذ حذر فرد معرّض للوقوع في فخها.

فما هي الحمّى الصفراء؟

الحمّى الصفراء هي مرض فيروسي ينتقل بواسطة بعوض معين يدمر الفيروس الكثير من أنسجة الجسم وخاصة الكبد والكليتين ثم تنخفض كمية البول كما لا يؤدي الكبد وظائفه كما ينبغي وتتجمع أصباغ الصفراء في الجلد وكل ذلك نتيجة لضرر هذا الميكروب وتجعل هذه الأصباغ لون الجلد يميل إلى الاصفرار ومن هنا جاء اسم المرض.

كيف ينتقل هذا المرض الفيروسي؟

إن المتسبب الرئيسي في نقل هذا المرض هي بعوضة تسمّى البعوضة المصرية، ونتيجة للدغ تنتقل من الحيوان للحيوان أو للإنسان فبمجرّد أن تلدغ البعوضة الحاملة للفيروس إنسانا هذا يعني أنه أصيب به بلا شكّ، وتظهر الأعراض على شكل صداع ودوار (الدوخة) وإمساك وألم مستمر وثابت بالعضلات حتّى تتراجع هذه الحمى لمدة يومين ثم تشتد  وترتفع بطريقة حادة ثم يتغير لون الجلد إلى الاصفرار وتنزف لثة المريض وكذلك جدار المعدة

أمّا تجنّب هذا الفيروس يكون بكل تأكيد عبر اللقاح المضاد له خاصة للمسافرين الى افريقيا اذ أنه في عام 1940 وجد فريق من الباحثين فيكولومبيا أن أحد أنواع الحمى الصفراء انتقل إلى الإنسان عن طريق البعوضة المسماة هيموجوجاس سيجازيني من قرود الغابة التي كان ينتشر بينها هذا المرض وبعد ذلك وجد أن الكثير من القرود في إفريقيا تحمل جرثومة الحمى الصفراء فعندما تتسلق القرود الأشجار يلدغها البعوض الذي يلدغ الإنسان فيما بعد وهكذا تنتقل العدوى، وأصبحت النظرة لمرض الحمى الصفراء لا على أساس أنه مرض للبشر ولكن على أساس أنه مرض للقرود يتم انتقاله من قرد لآخر على قمم الأشجار بوساطةالبعوض.

فعلى ما يبدو أن اللبنانيين أينما حلّوا تلاحقهم اللعنة، ففي الغربة والوطن لعنتين هما: لعنة القتل ولعنة الأمراض الوبائية فإلى متى سيستمرّ هذا؟ ولماذا يدفع المواطنون ضريبة إهمال الدولة؟.