ما زال جمهور حزب الله يرددون شعار " لبيك يا زينب " ولن تسبى زينب مرتين " , وينعون قتلاهم باسم شهيد زينبي , وشهيد الدفاع المقدس , بعد إنكشاف حقيقة تدخل حزب الله في الشؤون السورية دفاعا عن الظالم في وجه شعبٍ مظلوم , وبعد إنكشاف دوره كأداة في يد النظام الايراني , وبعد ظهور وبروز الويلات التي جرّها على لبنان بشكل عام وعلى الطائفة الشيعية بشكل خاص , وبعد توسيع رقعة تشغيله من قِبَل أسياده في طهران , وصولا به الأمر إلى اليمن التي عبّر عنها الامين العام بأنها أهم من القدس وفلسطين وتحرير لبنان ,كم يدُلك هذا على حجم الاستحمار وإستلاب العقول بمنطق مذهبي .

لا أشك لحظة بأن السيد حسن يعرف الواقع , ويعرف الحقيقة بأنه يضلّل قسما من الجمهور , والقسم الآخر من الجمهور يعرف أيضا أن السيد يعرف كل شيء , ولكنه مستفيد من هذا الجو , ويتعامل مع حزب الله بمنطق التجارة , كيف يستطيع السيد حسن ومَن معه من رجال دين ومِن خلفهم المرجعية الدينية في إيران , أن يضللوا الطائفة ويدخلونها في بديهيات الخطأ الخُلقي والديني , كيف تصفو لهم عينٌ في ليلٍ ضجّت فيه دماء الابرياء في سوريا وغيرها , وبكل صلافة ينتقدون الظلم الخليجي الذي لا يختلف عن ظلمهم , كيف لهذا العقل الشيعي أن يقبل إنقلاب الظلم إلى عدلٍ , والعدل إلى ظلم , نعم إنه ممكن وبسهولة عند العقل المذهبي المتعصب الاعمى .

هل هناك إستخفاف بقول الناس  أكثر من أن تقف مع الظالم الذي ظلمه لا يخفى على أحد , وتقول : أفضل الجهاد كلمة حق في وجه سلطان جائر . كنا الماضي عندما نسمع الرواية الشهيرة عن معاوية بن أبي سفيان  : " عندما أرسل رسالة مع شخص من أتباع الامام علي (ع) قائلا : إذهب وقل له سوف أقاتلك بمئة ألف لا يميزون بين الناقة والبعير " , كنا نستغرب الرواية ونقول هل يمكن ان يكون هناك جمهور بهذا المستوى العقلي , واذا ضممنا رواية أخرى عن أهل الشام عندما ضُرب الامام علي ( ع) في المحراب وإستشهد , قال يومها أهل الشام عندما وصل الخبر , " أوكان علي يصلي " , هذا التضليل بالماضي الذي جعل الناس يؤمنون بخلاف الواقع والحقيقة , هو نفسه يتكرر اليوم على أيدي قيادات دينية من كل الطوائف والمذاهب , وأبرز عملية تضليل ديني اليوم يقوم بها السيد حسن نصرالله , ويُشهد له ببراعة وحنكة متميزة , وقدرة رهيبة على إستلاب العقل من جمهور لا يخجل من جهله .

عن أي زينب تتحدثون وعن أي مقدس تتحدثون , بعد إنكشاف الحقيقة واللعبة الدولية ....؟؟؟ 

الاستاذ علي كحيل