مما لا شكّ فيه أنّ ثورة الفيسبوك اثّرت على العلاقات الإجتماعية إمّا سلبا أو ايجابًا، ولعلّ بعض الأشخاص المدمنين على وسائل التواصل الإجتماعي كـ”فيسوك” و”تويتر”  يرون فيها وسيلة لتمضية الوقت ومعرفة العالم الخارجي إلّا أنّ بعض الأشخاص وجدوا فيها وسيلة سهلة لإيقاع الفتيات فريسة لهم، خاصّة الفتيات اللواتي يعانين من الضغوط والتسلّط من قبل العائلة أو قلة الثقة ما يجعل وقوعهن في فخ الخطأ أمرًا سهلًا خاليًا من أيّ عوائق.  

فـ”على الصورة 100 دولار ” و”برحمة إمي بمحيهن”، بهذه العبارات صُدمت إحدى الفتيات المستخدمات للفيسبوك حين تلقّت طلبا للصداقة من فتاة غريبة على الفيسبوك، ولأنّ الفيسبوك صُمّم للتواصل والتعارف قبلت هذه الصداقة لتتفاجأ بالعرض المغري الذي قُدّم لها من هذه الصديقة التي من المفترض أن تكون فتاة نسبة للصورة الموضوعة كتعريف عنها.  

إلّا أنّ انتحال شاب لصفة فتاة  بات أمرا عاديّا وغير مستغرب في زمن تحوّل به الفيسبوك من وسيلة بريئة للتعارف إلى محاولة لإخراج الكبت الجنسي والإبتزاز واقامة العلاقات المشبوهة خاصّة أنّنا في مجتمع شرقي متزمّت تجاه هذه الأمور وبالتالي وجد الشباب المكبوت وسيلة له للتنفيس عن مشاعره وذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تتيح لهم فرصة خداع المتلقّي.

فما حصل مع “ن.ب” أشبه بما نشهده في الأفلام، حيث عرضت عليها هذه الفتاة التي هي في الأساس شابا أن ترسل لها صورها مقابل 100 دولار لكل صورة ولتحاول إقناع “ن” بأنها ستمحو الصورة أرفقت العرض بعبارة “برحمة إمّي بمحيهم وما تخللي حدا يشوف الحكي بيناتنا”.

  لم تقف جرأة الشاب المنتحل صفة الفتاة هنا، إنّما عمد إلى طلب من “ن” أن تسجّل صوتها ليقتنع بأنّها فتاة كما أرسل لها صورا لفتاة يبدو انّها لا تملك حسابا على فيسبوك بحجاب وغير حجاب وكلّ هذه المحاولات فقط لإقناع من يعتبرها ضحيته بإرسال صور عارية له.  

لم يفلح معها، رغم تأكيده لها بأن الهدف من الصور ” يبسطها بالمال وبتبسطو بالصوّر” مدّعيا بأنه ثروته حصل عليها من أمّه المتوفاة .

  والمستغرب في الأمر أنّ الشاب لم يتوان عن ذكر أمّه المتوفاة وتأكيده على مسح المحادثة. ورغم الحلقات الضائعة في الموضوع بدءا من بقاء هذه الفتاة كصديقة لديها في الفيسبوك وصولا إلى طلب “ن” منها إرسال الصور لتتأكد من أن المرسل فتاة وليس شابا منتحلا إلا أن الحقيقة المرّة تبقى والمتمثّلة بأنّ هناك فتيات كثيرات قد يقعن ضحية هذه التصرفات او وقعن فعلا وما الهدف من تسليط الضوء على هذا الموضوع إلا نشر الوعي من الوقوع في فخ الإبتزاز.  

(LIBAN8)