شراء الوقت هي القراءة الصحيحة والتفسير المنطقي لهدنة وقف الاعمال العدائية في سوريا ومفاوضات جنيف ليتمكن البيت الدولي من ترتيب اوضاعه الجديدة ويفرض الحل الذي يريد.

 

الاتخاد الاوروبي وتركيا استعجلا جدا ترتيب غرف الاستقبال للاجئين والنازحين السوريين،الصالون الرئيسي يجب ان يكون على الاراضي السورية لا في تركيا ولا في اوروبا.

 

القرار الذي ارتد على الاتفاق الروسي الاميركي سلبا وسريعا ردت روسيا فليكن اذا البيت متعدد الصالونات ولتكن الفيدرالية المنطقة التي كانت قاب قوسين او ادنى من شفير الحرب وحربا عالمية تبادل فيها الاطراف الرئيسيون لغة تصعيد غير مسبوقة لكنها في لحظة الحسابات المصيرية دخلت وبقوة وعزم وارادة صارمة الرسالة الاسرائيلية للجميع ان امن اسرائيل وبقائها في خطر ان نشبت الحرب.

 

من المعيب جدا ان يعود كل فريق الى صالونه الخاص ليشرب القهوة والشاي او الفودكا دونما اعلان انتصار ما من جراء قرار وقف الحرب. معركة بين وحدات حماية الشعب الكرية وتنظيم الدولة يريح تركيا. معركة بين جامعة العرب ومجلس التعاون الخليجي ضد حزب الله واعتباره ارهابيا خطوة بعد خطوة في كل المحافل الدولية يرفع عن كاهل العرب عدم تدخلهم بريا كما في اليمن تجاه شعبهم.

 

لا وقف لاطلاق النار انما هدنة ولتخرق كيفما يشاء النظام السوري وروسيا ولكن من دون مجازر ضخمة مروعة او فان الحظر الجوي والمنطقة الامنة ستفرض فرضا ولكن ممن؟

 

وهنا الغرابة وهنا لب المقال اسرائيل من ارادت هذا حفاظا على امنها وهي المهددة اصلا من الداخل بالهبة الشعبية الفلسطينية طعنا بالخنجر والسكين.

 

القرار روسي اميركي صحيح ولكنه بالايعاز الصهيوني خرجت منه اوروبا وتركيا والعرب بانتظار ان يفي الروسي بتعهده الاطاحة بالاسد مع المحافظة على المفاصل الاساسية للنظام وهو حاجة روسية وطرد كل الميليشيات الايرانية بما فيها حزب الله وتمتنع اميركا والعرب عن تزويد المعارضة باي دعم عسكري ،وبدء المعركة بينها وبين النصرة من جهة وبينها وبين قوات النظام من جهة اخرى، على ان يتولى تنظيم الدولة وقوات حماية الشعب معارك اخرى مع المعارضة بفعل الضرورة العسكرية على الارض.

 

الا تعلم ايران وحزب الله بهذه الخطط او سمها تحليلات؟ بلى وقد علمت بالامر والايعاز الروسي اليها بالالتزام بالهدنة عبر وزير الدفاع الروسي شويغو الذي زار طهران ،عندها ادركت ان عدم اخبارها بمفردات الاتفاق الروسي الاميركي انها خسرت استثمارات خمس سنين من الخرب في سوريا الى جانب النظام وعلى الفور استقبلت رئيس وزراء تركيا.

 

لعلها تعوض خسارتها من الارباح وحصدها التي استأثر بها الروسي جميعها، عبر تلك المواقف يبرز الغضب الإيراني من أن “بوتين” يتاجر بكل الاستثمار الإيراني في سوريا الذي قامت به طهران على مدار الخمس سنوات المنصرمة, ويطيح بكل مصالحها, وإيران تشعر بالإهانة أن بوتين لم يكلف نفسه عناء إبلاغ حلفائه بمفردات الاتفاق الأمريكي_ الروسي, وأن إرسال وزير دفاعه “شويغو” إلى طهران كان ليس إبلاغاً بحيثيات الاتفاق بل طلباً (أوامر) بالالتزام بالهدنة, وبالتالي طهران تشعر أنها استثمرت بطواحين هواء والجانب الروسي هو من حصد الأرباح واستأثر بكل الورثة في سوريا بعيداً عن بقية حلفاء النظام.

 

الصراع اذن وان كان خفيا بانت خيوطه وباتت تدرك طهران وتستشعر الخطر على وجودها في سوريا ولا شيئ من دون ثمن والاتفاق الروسي الاميركي اصلا دفعت اثمانه واصبح من السهل جدا ان يتم بيع الجميع بجملة الاتفاق.

 

من تابع المواقف والتصريحات يتفهم خبر تسريب الخطة باء وهي اصلا غير موجودة ولكنها كانت ورقة ضغط لارضاء حلفاء المعارضة والثورة السورية.

 

ومع ذلك ليس اسهل من ايجادها مرة اخرى والافصاح عن مضامينها اي خلق خطة باء حقيقية ان اخل الروس بتعهداتهم لاميركا. الجميع اشترى طواحين الهواء ولكن الشعب السوري هو من يستطيع ان يستنشق الهواء بدلا من طحنه ولن يقبل بأن يكون اول واخر الخاسرين.