أيام معدودة ويبدأ لبنان العمل بالتوقيت الصيفي و تتم إعادة ضبط الساعات الرسمية في بداية الربيع،  حيث تقدم عقارب الساعة بـ60 دقيقة، فأوروبا لجأت للعمل بهذا التوقيت لمواجهة وقف ضخ النفط العربي إليها في العام 1973، بعد "الصدمة البترولية" عندما قطع العرب البترول عن أوروبا.

إن التوقيت الصيفي هو فكرة تم طرحها أول مرة في القرن الثامن عشر والهدف منها زيادة ساعة للتوقيت الرسمي أي تبكير أوقات العمل والفعاليات العامة الأخرى، لكي تنال وقتاً أكثر أثناء ساعات النهار التي تزداد تدريجياً من بداية الربيع حتى ذروة الصيف.  

يكبر الفرق بين طول النَّهار في الصيف وطوله في الشتاء تدريجياً بتلاؤم مع بعد الموقع عن خط الإستواء، حيث يلاحظ ازدياد ساعات النهار بالبلاد الإستوائية بالكاد فلا تكون بحاجةٍ للتوقيت الصيفي، فيما تزداد فائدته مع الإبتعاد عن الخط.

من هنا.. خلصت دراسة فنلندية جديدة إلى أن الحصول على ساعة إضافية من أشعة الشمس يمكن أن يكون له جانب سلبي ومظلم، ولفتت إلى أنّ ضبط ساعة التوقيت الصيفي قد تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، و تقول دراسات إن تحويل عقارب الساعة إلى الوراء أو إلى الأمام ساعة واحدة يبدو غير مؤذٍ، لكنه كافٍ لتعطيل الساعة البيولوجية الخاص بك "ساعة الجسم الداخلية التي تسيطر على دورة النوم واليقظة"، وأوضح أن هذا يمكن أن يؤدي إلى نوم مجزأ، وهو النوع الذي به تقلبات كثيرة، وكلما زاد الوقت الذي تقضيه في هذه المرحلة، زاد خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

إن الغرب هو مصدر ثقافة يجب أن نتأثر بها ولكن لا يجب أن يكون تقليدنا لعاداته تقليداً أعمى لدرجة ان نقوم بتدابير لا نعلم جدواها علينا، لا سيما أن ظروفنا تختلف عن ظروفهم، وإن تعديل الوقت الزمني حتما يقابله تعديل في ساعتنا البيولوجية، وبالتالي سيتأثر الانسان بسبب ذلك، ويطاول التأثير كل اعضاء الجسم لان الساعة البيولوجية تضبط كل الوظائف والاعمال التي تقوم بها اعضاء الجسم، ويتفاوت التأثير من شخص لآخر، ويكون تأثيرا موقتا لبضعة ايام لا تتجاوز الاسبوع، وتجدر الإشارة الى أنه كلما كان التعديل في الساعة أكبر كلما كان تأثيره على جسم الانسان أكبر.