استقبل البطريرك الماروني الكاردينال بشاره الراعي قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن الذي قال: "تشرفت بلقاء غبطة أبينا البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، حيث تداولنا في الأوضاع العامة المأزومة في كل شيء، بدءا من الشغور الرئاسي الذي يعتبره في أساس المشكلات التي تتخبط بها البلاد في غياب السلطة الأصيلة العليا لإدارة دفة الدولة في كل مرافقها".

اضاف :"اعتبر غبطته أن الوضع المزري ما كان ليصل إلى ما وصل إليه لو كان عندنا رئيس للجمهورية، بدليل الصلاحيات المستعارة بين الوزراء، والتي شكلت مآزق حكومية على صعيد العلاقات بين أطرافها، وفي تصويب بوصلة السياسة الخارجية التي يجسدها رئيس الجمهورية مع سائر دول المنطقة والعالم. وذكر نيافة الكاردينال الراعي أنه بذل وما زال، أقصى المحاولات لدفع الأفرقاء إلى إنجاز الإستحقاق الرئاسي، بإعتبار رئيس الجمهورية هو الركن الأول للحفاظ على الدستور والمؤسسات. وقد حذر مرارا وتكرارا من أن التهرب من هذه المسؤولية سوف يؤدي إلى شل الدولة وتعطيل مؤسساتها، وهو ما وصلنا إليه اليوم بشكل مأساوي ومعيب ومهين. فلا جدوى من مقاطعة جلسات إنتخاب رئيس جديد للجمهورية ما دامت المعركة قد حصرت بين مرشحين رئيسيَّين، وثالث إقترحه النائب وليد جنبلاط، وبإمكانهم التواصل والتفاهم لإيجاد مخرج مشرف، فإما أن يتفقوا بالحضور إلى مجلس النواب لمواجهة الإستحقاق، أو، إذا إستحال الأمر، يتم التشاور بينهم على حل إنقاذي يحفظ حرمة رئاسة الجمهورية".

وتابع الخازن:"كان الرأي متفقا على أن عامل الخسارة أو الفوز هو إنتصار للمكون الماروني التاريخي والوطني لئلا يخسر لبنان مبرر وجوده القائم على الميثاقية والشراكة في الهوية والمواطنية".

وقال: "يؤسفني القول أن الدولة بأجمعها في خطر إذا ما إستمر هذا الإستهتار بالإستحقاق الرئاسي، الذي يؤمن وحده رمزية الوحدة وبعث الحياة في المؤسسات الدستورية التي يمثل رئيس الجمهورية عنوانا لحرمتها وهيبتها وحضورها الفاعل في المجتمع الدولي، بعدما أصبحنا في نظر هذا المجتمع عاطلين عن العمل وخارجين عن الإلتزامات والإستحقاقات".

من ناحية أخرى ، حيا الخازن "الجيش الوطني وقائده العماد جان قهوجي على العملية البطولية التي قام بها في جرود رأس بعلبك والقاع"، متمنيا أن "يبقى حربة عصية في وجه الارهاب لحماية المواطنين في أرضهم وحياضهم". ومعزيا المؤسسة العسكرية وأهل الجندي الشهيد السبسي، كما تمنى للجرحى الشفاء العاجل.