الرسائل التي أطلقها الرئيس سعد الحريري في إطلالته التلفزيونية يوم أمس شكّلت نموذجا من الإصرار على عودة الحريرية إلى لبنان، وبالتالي ستشكل هذه العودة إيجابيات كبيرة على المستوى السياسي والاجتماعي وعلى مستوى إعادة إطلاق الحياة السياسية في البلاد لما يشكله الرئيس الحريري من زعامة سنية تستطيع وحدها مواجهة التطرف السني الذي يعبث بالمنطقة .

وقد جاءت المواقف الإيجابية التي أطلقها الرئيس الحريري تجاه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خصوصا  وحزب الله عموما لتكرس إصرار الحريري على إطلاق دينامية سياسية جديدة تنقذ البلد من الإنهيار السائد جراء تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية .

إن الإجابية التي ساقها الحريري في إطلالته التلفزيونية يوم أمس ينبغي أن تكرس حالة التوافق والحوار بين حزب الله وتيار المستقبل ليكون الحوار أكثر جدية وأكثر مقاربة للملفات العالقة بين الطرفين لا سيما ملف الاستحقاق الإنتخابي. وإن دعوة الرئيس الحريري الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله بالعودة إلى لبنان دعوة محقة وموجهة أيضا للحريري نفسه لما يشكله هذا الثنائي من عامل استقرار للبلد سياسيا وأمنيا .

إن التلاقي بين الحريري ونصر الله على لبنان الواحد المواحد لبنان الجمهورية والدستور سيلقي بلا شك عاملا إضافيا وأساسيا من عوامل الإستقرار السياسي في البلاد وبالتالي لا بد من دعوة الرجلين بل والإصرار عليهما بالعودة إلى لبنان الوطن الواحد والخروج من الولاءات الثانية، تلك الولاءات التي ما زالت عامل التفرقة الذي يعاني منه الوطن .

إن عودة الحريري ونصر الله الى لبنان تشكل ضمانة جديدة للسلم الأهلي وتحد إلى حد كبير من التفلت الطائفي والمذهبي الذي بات يهدد المنطقة بأسرها .

إن الولاءات الخارجية لكل الأطراف في لبنان لم تأت على البلاد إلى بمزيد من التفرقة والتطرف، ولذلك فإن عودة الأفرقاء السياسيين بولاءاتهم السياسية إلى حضن الوطن يوفر الكثير من الويلات على لبنان سياسيا وشعبيا واجتماعيا .