بمنزل محاط بصور للإمام المغيب السيد موسى الصدر ولحامل الأمانة منه الرئيس نبيه بري ترعرعتُ، وبحكم العادات فلصغر سنّي لم يكن بإمكاني الإختيار فأُدخلتُ إلى كشّافة الرسالة الإسلامية ولا أنكر أنّني عشقتُ كل تفاصيل حركة المحرومين حتّى بدأ الإندماج الروحي بيني وبين مبادىء هذه الرسالة التي حملها لنا المغيّب، فرسّختها في ذهني بكلّ معانيها وبكلّ ما حملت من بطولات ومعارك حقيقية.

لم أكن أعلم السبب الحقيقي الذي يدفع بعشّاق اللون الأخضر إلى الإشمئزاز من عشّاق اللون الأصفر ولأنّ التساؤلات بدت كأحلام ترادوني دائما دون إجابة قررتُ الخوض في هذه المسائل التي يتجنّب الأهل الحديث عنها أمامنا إلّا أنّ فضولي دفعني لمجالسة الكبار لمعرفة لما هذا الكره المتبادل بين الطرفين.

ومن بين الروايات التي كنتُ أسمعها هي الأفعال الشنيعة التي يقوم بها حزب الله بحقّ المنتمين لحركة أمل، على طول الخط الجنوبي فتارة يتحدّثون عن قتل الحاج ابو علي حمّود من بلدة كفرملكي وطورا يتحدّثون عن الإشكالات التي كانت تقع بينهما في كلّ القرى اللبنانية وأذكر أنّ أحدهم روى أمامي حادثة تعتبر جريمة بحقّ كتاب "الله" إلّا أنني أتحفّظ عن ذكرها لأنّ من اقدم على هذه الخطوة أصبح  "شهيدا" اليوم.

هذه الحوادث وغيرها بمثابة دلائل على أنّ حزب الله استولى على غالبية الطائفة الشيعية بحرب دخلها مع حركة أمل للجلوس على عرش هذه السلطة والتحكّم بها وهذا ما يعني أنّ كلّ أمجاد الماضي التي اكتسبها الحزب ليست إلاّ أحجار أساسها معارك خاضتها أمل ومفاهيم ضد العدوّ أسّسها الصّدر  وباختصار فإن النصر الذي يتحفنا به الحزب اليوم إبان التحرير ما هو إلّا نكران جميل لأمل.

ومن يسمع خطابات نصرالله في الآونة الأخيرة يعلم جيدا انه ينقر على الوتر الطائفي ببراعة فهو من ناحية يجيّش الطائفة الشيعية ضد الطائفة السنية ومن ناحية أخرى يغسل دماغ الشباب بالأفكار الدينية فيهبّون للخضوع له عندما يناديهم وهذا سر النصر الذي يدّعيه حزب الله .

باختصار فعلا وراء كل نصر وهمي نصر طائفي ونكران للجميل.