نشرت  صحيفة "الغارديان" البريطانية موضوعا لبول ستيفينز المختص بشؤون البيئة والطاقة بعنوان "لماذا يجب أن نكون واعين بفجر عصر جديد من النفط الرخيص؟".
  ويذكر ستيفينز إنه لأول مرة منذ سنوات طويلة يشعر الناس بانخفاض الأسعار في محطات الوقود ويطالبهم بعدم الاغترار بذلك واعتباره ميزة تأتي دون مشاكل.
  ويشير ستيفينز إلى أن هناك عدة مشاكل خطيرة ينتظر ان يواجهها العالم بسبب هذه الأسعار المتدنية للنفط لكنه فضل أن يشرح للقاريء أولا كيف وصل العالم إلى هذه اللحظة.
  ويعتبر ستيفينز أنه منذ حزيران 2014 فقدت أسعار النفط نحو 70% من قيمتها بسبب قانون العرض والطلب موضحا أنه مع بداية الربيع العربي عام 2011 سعت حكومات الشرق الأوسط إلى الحصول على عائدات أكبر من بيع النفط لتوفير متطلبات أكثر لمواطنيها وإبعادهم عن التظاهر في الشوارع أو الاعتصام في الميادين. ويقول إن هذه الأنظمة تمكنت لفترة محدودة من رفع أسعار النفط منذ 2011 إلى 2014 حيث دار سعر البرميل حول 97 دولارا.
  ويوضح أيضا ان ثورة النفط الصخري في الولايات المتحدة ساهمت فيما بين عامي 2008 و2015 في إغراق الأسواق بالنفط حيث دفعت الولايات المتحدة بنحو 5 ملايين برميل يوميا في الأسواق العالمية وهو ما رفع معدل الانتاج العالمي إلى مستوى غير مسبوق على الإطلاق.
  ويتابع أنه في عام 2014 عندما بدأت الأسعار في التراجع، حاولت المملكة العربية السعودية ومنظمة الدول المصدر للنفط "اوبك" تخفيض الانتاج لرفع الأسعار لكن الرياض تراجعت سريعا عن هذا القرار.
  ويرى ستيفينز إن تراجع الأسعار سيؤثر بشكل كبير على الأسعار وهو ما سيؤثر بدوره على معدلات العمالة وقيام الشركات بالاستغناء عن بعض العاملين وهو ما يتسق مع ما يحدث عالميا من الاستقطاعات الكبيرة في الميزانيات والانشطة الاقتصادية حيث تم إلغاء أو تأجيل مشروعات تقدر قيمتها بنحو 400 مليار دولار حول العالم، حسب تقرير منظمة وود ماكنزي لإدارة الأعمال والذي صدر الشهر المنصرم.
  كما يكشف أيضا تأثير زيادة معدلات استهلاك الوقود عالميا على المناخ و البيئة الطبيعية وما ينتج عن ذلك من تأثيرات كارثية ستهدم كل القرارات التى نتجت عن اتفاقية باريس الأخيرة للحد من ظاهرة التغير المناخي.
  ويختم ستيفينز محذرا من ظاهرة "حرب الأسعار" بين إيران التى عادت لسوق النفط العالمية والسعودية وما لهذه الحرب من تأثيرات كارثية على منطقة الشرق الاوسط واولها الحرب الأهلية في سوريا.