تحاول الأطراف الدولية الفاعلة في الأزمة السورية، الدفع لاستمرار الهدنة ووقف إطلاق النار، لتكون نواة البدء للمضي في خيار الحل السياسي على الرغم من الخروقات التي طالت هذه الهدنة.

واتهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، الأحد، روسيا والقوات الجوية السورية بانتهاك وقف الأعمال القتالية في سوريا وقال إن الرياض تبحث المسألة مع القوى العالمية.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الدنماركي كريستيان ينسن في الرياض قال الجبير إنه ستكون هناك خطة بديلة إذا اتضح أن الحكومة السورية وحلفاءها غير جادين بشأن الهدنة، لكنه لم يذكر تفاصيل. وقال الجبير “إذا مشينا في الهدنة واستطعنا أن ندخل المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق في سوريا سنستطيع أن نساهم في إنقاذ عدد كبير من الشعب السوري.

ودخل وقف إطلاق النار في المناطق السورية الرئيسية المشمولة باتفاق الهدنة الأميركي الروسي المدعوم من الأمم المتحدة، يومه الثالث على التوالي تزامنا مع غارات جوية عنيفة استهدفت مناطق عدة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في شمال سوريا.

وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأحد، عن “ليلة هادئة” في معظم المناطق تخللتها “رشقات نارية محدودة”. واستمر الهدوء في مناطق عدة وتحديدا في مدينة حلب في شمال سوريا ومناطق ريف دمشق وأطراف العاصمة. ونعم سكان مدينة حلب التي تشهد معارك شبه يومية بين الفصائل المقاتلة وقوات النظام منذ صيف 2012، بهدوء استثنائي بحسب مراسل فرانس برس في المدينة، الذي رصد تنقل التلاميذ بحرية في الشوارع في طريقهم إلى المدارس بعدما كانوا قبل بدء سريان الهدنة يسيرون بحذر حذوى الأبنية خوفا من القصف الجوي.

لكن الهدوء لم يسر على ريفي حلب الشمالي والغرب

 
عادل الجبير: هناك خطة بديلة إذا اتضح أن الحكومة السورية غير جادة بشأن الهدنة
 

ي، حيث أشار مدير المرصد رامي عبدالرحمن إلى “تنفيذ طائرات حربية، لم يعرف إذا كانت روسية أم تابعة لقوات النظام، غارات عدة على ست بلدات، أبرزها دارة عزة وحريتان وعندان وكفر حمرة”. وأشار إلى ثماني غارات استهدفت بلدة حربنفسه في ريف حماة الجنوبي.

من جهته طالب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، مجلس الأمن بالتصرف تجاه الخروقات التي ارتكبتها الحكومة السورية. وقال الائتلاف في بيان، السبت، “نظام الأسد خرق هدنة وقف الأعمال العدائية إثر ساعات على بدء سريانها منتصف الليلة السابقة، حيث قصفت قوات النظام ومليشياته 15 منطقة بالرشاشات الثقيلة والمدفعية والبراميل المتفجرة”. وأكد أمين سر الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني أنس العبدة أن الجيش السوري الحر وفصائل الثورة ما يزالان ملتزمين بالهدنة، مشيرا إلى أن نشاط الجيش الحر في الأصل لم يكن إلا للدفاع عن المدنيين وحماية مناطق الثوار.

واعتبر العبدة أن الخروقات الموثقة خلال الساعات الأولى تتعمد إجهاض الهدنة، وإحباط أي مدخل للحل السياسي، مضيفا “لا يمكن ترك نظام الأسد ليقوض المساعي الدولية وقرار مجلس الأمن 2254 بعد كل الجهود، ومن واجب رعاة الاتفاق أن يتدخلوا لفرض الهدنة.

تأمل أطراف دولية في الدخول في حوار سياسي بعد تطبيق الهدنة، من شأنه أن يساهم بإسدال الستار على حقبة النزاع السوري التي دامت خمس سنوات، حيث صرح وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير لصحيفة “فيلت أم زونتاج” الألمانية الأحد “لم يتم الالتزام بالهدنة المتفق عليها على الفور وبنسبة مئة بالمئة في كل مكان، ولكن للمرة الأولى تكون هناك فرصة لفترة راحة حقيقية”.

وأكد شتاينماير أنه مع مرور كل ساعة يتم الالتزام خلالها بالهدنة، “يزيد الأمل في السلام في سوريا بالنسبة إلى ملايين السوريين ليس فقط في بلدهم نفسه ولكن بالنسبة إلى كل الذين فروا حول العالم من الحرب والإرهاب”

 

صحيفة العرب