" لو لم يكن لبنان وطني لإتخذته وطني "… هذا ما قاله إبن لبنان وأديب عصرنا جبران خليل جبران، ولكن  لو كان أديبنا اللبناني جبران بيننا اليوم فسيقول: "الحمدلله أنني قلت لكم لبنانكم ولي لبناني".. 

أصبحنا في هذه الأيام نحن الى زمن الماضي الجميل، عندما كانت المنافسة الديموقراطية تطبع الحياة السياسية اللبنانية في الاستحقاقات الدستورية كافة، في حين أننا اليوم نغلب كل شيء على الأصول الديموقراطية وفق بدع جديدة على تركيبتنا الداخلية.

وهكذا يتهرب المسؤولون من أبسط واجباتهم التي منحهم الشعب اللبناني ثقته على أساس الإلتزام بها.. فأنا خائفة على وطني قلقه على مستقبله ولكن مهلاً عن أي وطن أنا خائفة ؟؟! خائفة على المستقبل الواعد للشباب اللبناني القابع على أبواب السفارات هرباً من وطن بات أعجز عن أن يؤمن لهم فرص العمل المتواضعة.. خائفة من إرتفاع أسعار الوحدات السكنية التي يستوجب تملكها رهن سنوات العمر، مع العلم أنها تعاني من الركود الخانق منذ بدء الحرب في سوريا ،  أخاف على السياح الذين يفيض الوطن بهم، و من توقف الدعم والتمويل عن الكهرباء ما قد يؤدي الى انقطاعها؟ ام على مشاريع الري ومياه الشفة؟ أم من الجمود الإقتصادي؟ أم على الرواتب التي تتبخر قبل أن تستقر في الجيوب؟ أخاف على الأمن الوهمي، على اللادولة على السلاح المتفلت في الشوارع، على الجرائم اليومية على الطرقات أم الركود الخانق منذ بدء الحرب في سوريا..

فقبل أن نتكلم عن خوفنا على وطن علينا أن نجد الوطن الذي نخاف عليه قبل أن نسميه وطناً ، فنحن نريد وطناً يشبهنا... يشبه أحلامنا المتواضعة... لا يشبه مطامعكم... وإهتماماتكم... نريده وطناً لنا... وليس لكم..