بعد تفجير صاعق الأزمة اللبنانية – السعودية، هل أصبح لبنان واقعاً في الوسط بين منطقتين: احتدام الصراع والخروج من وضع الاستقرار السياسي، وانتقال الصراع الى الشارع؟

وفق متابعين، إن دلالات هذه الأزمة غير بريئة، كما أن لا أحد يمكنه المغامرة بتفجير الوضع في لبنان، إلا إذا صدر قرار باللااستقرار اللبناني، وهذا الأمر غير حاصل. فلا ترحيل للبنانيين ولا وقف للرساميل ولا للمشاريع، لكن بالتأكيد هناك حصار متزايد على "حزب الله" في هذه المرحلة.
وفي رأي مصدر في فريق 8 آذار أن ثمة محاولة لشدّ الخناق على الحزب عبر محاولة التصويب على حليفه المسيحي العماد ميشال عون لضرب اتفاق الرابية – حارة حريك ولإبعاده عن مركز الرئاسة. وكل ما يقال عن إسقاط الحكومة أو وقف الحوار الثنائي أو الحوار الموسع أو محاولة التغيير في لعبة الشارع، أو محاولة افتعال إشكال بين العماد عون والسعودية، كلها دلالات وأسباب تتعلق بضرب الاستحقاق الرئاسي، وخصوصاً بعدما تضاعف وزن العماد عون في أعقاب الاتفاق الجديد مع "القوات اللبنانية" الذي يتجاوز الرئاسة.
قرار الرابية أنها "لن تقع في الفخ الذي يحاولون نصبه"، مؤكدة أنها لم تعادِ يوماً أي دولة عربية، وبيان اجتماع تكتلها الأخير واضح، والقرار أن تبقي على المقاربة الميثاقية لاستحقاقاتها كلها، وخصوصاً الرئاسية، اذ ان المسيحيين هم المكوّن الضامن للاستحقاق.
وفي الوقت عينه، يستمرّ عون في تواصله مع مختلف الافرقاء للتأكيد أن كل المرحلة المقبلة، مع كل صعوباتها والضغوط التي يتعرض لها البلد، ستكون مقاربتها من زاوية تمتين العلاقات والمصالحة والتنسيق، سواء مع "القوات" في القرارات المتخذة من أجل بناء دولة فيها شراكة حقيقية، وهذا ما أعلنه وفد "القوات" بعد زيارته الرابية أمس، أو عبر الانفتاح على سائر الافرقاء، من هنا كان اللقاء مع وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي الذي جال على عدد من المسؤولين المسيحيين، ونقل له رسالة أساسية من النائب وليد جنبلاط "هدفها النقاش المشترك وكيفية الحؤول دون التشويش الاعلامي على صعيد المصالحات الحالية والسابقة ومناخاتها، لأن الأثمان التي دفعت نتيجة هذه المصالحات الوطنية أكبر بكثير من أن تمسّ عبر بعض الكلام الاعلامي غير المسؤول الذي يهدف الى إعادة نبش الماضي ونكء جروح الحرب"، وفق مفوض الاعلام في الحزب رامي الريس. وكان تطابق في وجهات النظر وحرص على تحصين هذه المصالحات.
ورغم دقة المرحلة الحالية، تبقى الأنظار شاخصة الى جلسة 2 آذار لانتخاب رئيس، والتي يتوقع أن تكون كسابقاتها، اذ ان هذا الجو المأزوم بدد كل الآمال، رغم قول الرئيس برّي "اننا أصبحنا أقرب من أي وقت من انجاز الاستحقاق... وعلى قاعدة لا غالب ولا مغلوب"
ومعلوم أن ثمة محاولة لخرق ما بإقناع المرشح سليمان فرنجيه بحضور الجلسة، لكنه ما زال عند رأيه أنه لن يشارك في أي جلسة لا يشارك فيها "حزب الله". أما الخرق الوحيد في هذا الوضع، فهو في رأي أكبر مكونين مسيحيين انتخاب ميشال عون رئيساً، كما قال سمير جعجع.