"الطلب عليك..والصوت علينا، ما تفكروا وما تحتاروا، إسمعوا وقرروا" شعار صفحة تدعى soundbites.

هذه الصفحة ليست سياسية أو إخبارية إنما نموذج عن فتاة طامحة لديها قدرات صوتية هائلة، أرادت أن تحوّل أحلامها إلى واقع فأبدعت بما فعلته ولا ترجو سوى إعجاب العامّة من الناس.

فمنذ أسبوعين تقريبًا، كنت أتحدث وزميلتي عن "الفيسبوك" فبادرتني بالسؤال "هل رأيت هذه الصفحة" إنّها رائعة والفكرة أروع"، أقنعتني بسماع التعريف عن الصفحة المسجّل بصوت الفتاة فأعجبتني أيضًا فكرتها وتواصلتُ معها ولأن طموحها لا يقبل الإنحناء قررت أن أخطّ أحلامها وأجعل قلمي الناطق الرسمي عمّا ترجوه من هذه الصفحة.

في البداية تقول الطموحة لمياء ابنة الخامسة والعشرون عاما أن لديها حلما منذ أن كانت في السنة الثالثة في الجامعة اللبنانية –إعلام- "كان لدي حلما أن أوصل يوما ما صوتي للجميع وأن أعمل أيضا بإذاعة".

وأذهلتني عندما أفصحت لي عن مغامراتها في مجال التسجيل الصوتي "بعرس بنت عمتي سجّلتها مقطع وعرضتو بنص العرس وكتير حبيت الطريقة وأضافت "كنت أسعى جاهدة لأكون أوّل من يقدّم مفاجآت بالصوت في الإحتفالات"

وبدأت تروي لي كيف عملت في خدمة الخبر العاجل بشركة مختصة بهذا المجال وكيف أنّ الجميع تفاجأ بالتحوّل أو التّغيير الذي يصيب صوتها أثناء التسجيل وبضحكة تعبّر عن الفخر والإعتزاز تقول "أنا كنت بعرف إنو صوتي إذاعي حلو، اتدرّبت بإذاعة البشائر عند الأستاذ شفيق الموسوي وأيضا أحد الإختصاصيين بالصوت بقناة المنار شهد على روعة صوتي".

أمّا عن فكرة الصفحة تقول لمياء:"غروب تجاري على الواتس آب ألهمني بذلك" وبعلامة تعجب واستغراب سألتها كيف؟

فردّت بأنّ "أحدهم أدخلني بغروب مخصص للتجارة وبدأنا بالتعارف على بعضنا بمعنى أن ماريا تعرّف عن نفسها وعن عملها وهكذا دواليك إلى أن حان دوري في التعريف عن نفسي فأخبرتهم أنني أكثر من مرة سجّلت voice over وأرسلت لهم مقطعا صوتيا من أحد التسجيلات التي أملكها وهنا ذهلوا وسألوني ما عندك page”؟

فرادوتني الفكرة وقررت أن أخوض في غمارها وفعلت ذلك وتفاجأت أنه أصبح لديّ العديد من المعجبين بوقت قصير جدا".

هذه الصفحة الوحيدة على الفيسبوك التي تختص بالتسجيل الصوتي تستهدف "شركات الإعلانات، شركات الإنتاج، الوثائقيات، الدوبلاج، فضلًا عن تسجيلات صوتية للمفاجآت"

ولأنّ الإعتراف بالأخطاء من شيم الناجحات فإن لميا تعترف بأنّها كما سمعت كلمات الإطراء فإنها أيضا سمعت كلمات الإنتقاد البنّاء الذي يهدف لتحسين الصفحة.

وإذ أنها تمنّت أن تنال الصفحة إعجاب كل من يزورها مؤكدة أنها ستسعى جاهدة لجعلها بأفضل حلّة إن كانت من ناحية الخدمات أو الصوت فإنّها وعدت أيضًا بأنّها تحضّر مفاجأة لعيد الام "حتكسّر الدني" بحسب تعبيرها .

ولأننا في مجتمع يحاول قتل ابداع الشباب ارتأينا اليوم أن نبتعد قليلا عن السياسة ونسلط الضوء على شبان وفتيات يسعون لتحقيق أحلامهم رغم الظروف الصعبة ولأن الأحلام لا تعني شيئا إن لم ندعها تبحر في بحر التجربة أردنا أن نكتب عن لميا علّها تكون دافعا لمن كسرتهم الحياة فأوهمتهم بأنهم لن يحققوا شيئا