نشرت صحيفة "الجورنالي" الإيطالية تقريرا حول لاعب كرة القدم اللبناني أحمد دياب، الذي التحق فجأة بتنظيم الدولة، ونفذ عملية انتحارية في سوريا، ونقلت شهادات من عرفوه حول ظروفه وطريقة تصرفه في فريقه السابق.

وقالت الصحيفة، في تقريرها إن أحمد دياب الملقب بأبي بكر الرياضي كان شابا يافعا، ولاعبا واعدا، نجح في تحقيق حلم طفولته بأن يصبح محترف كرة قدم، إلا أنه أنهى مسيرته مبكرا، بعد أن فجر نفسه باسم تنظيم الدولة في سوريا.

وذكرت الصحيفة أن أحمد كان يبلغ من العمر 25 سنة، وقد ولد وترعرع في بيروت، ومثل بقية الأولاد كان يحب ركل الكرة ويحلم بأن يصبح بطلا، وكان بالفعل بصدد تحقيق النجاح في مسيرته الرياضية، فبعد قضائه فترة مع صنف الشبان، التحق بالفريق الأول في نادي الإخاء الذي ينشط في الدرجة الأولى اللبنانية، وعرف بهدوئه وحسن أخلاقه.

ونقلت الصحيفة عن رئيس النادي الذي لعب فيه قوله: "لقد كان أحمد ولدا خجولا وهادئا عند قدومه للنادي، لم يكن يتكلم كثيرا مع زملائه، وعندما بدأ يسجل الأهداف أصبح ذا شعبية في المدرجات وفي غرفة تغيير الملابس، ولكنه حافظ على تواضعه. كان منضبطا يأتي قبل الجميع في الصباح، وفي المساء لا يغادر حتى يجمع الكرات ويرتب معدات التمارين".

وأضاف رئيس النادي: "ثم ذات صباح لم يأت، وكانت تلك أول مرة يفوت فيها التمرين، فقد كان دائما مثالا للاعب المحترف، وعندما طالت فترة غيابه شعرنا بالقلق، خاصة أن عائلته وأصدقاءه لا يعلمون شيئا عنه، والشرطة لم تتوصل لمكان وجوده، ثم بعد 25 يوما، جاءت الأخبار الصادمة، لقد نفذ عملية انتحارية في سوريا، بواسطة سيارة مفخخة، في هجوم تبناه تنظيم الدولة".

كما علق رئيس النادي بالقول: "لم نتصور أبدا أنه قد يتعاطف مع تنظيمات متشددة، أو يلتحق بتنظيم الدولة، فقد كان في قمة عطائه الرياضي، وكان يحصل على أجر جيد مقابل ذلك، حيث كان يحصل على مبلغ يصل إلى 5 آلاف دولار شهريا، وهو مبلغ كاف ليعيش حياة كريمة".


وقالت الصحيفة إن كل زملاء أحمد في الفريق أكدوا أنهم لم يلاحظوا أي تغير في سلوك اللاعب، أو ميل نحو العنف، بل كلهم وصفوه بأنه هادئ وصلب. كما أنه لم يظهر أي تغير في مزاجه، ولم يكون علاقات صداقة جديدة في تلك الفترة، ولذلك فالجميع في حيرة حول الأسباب التي دفعته للانتقال من المستطيل الأخضر نحو صفوف تنظيم الدولة.

وأشارت الصحيفة إلى أن عائلة أحمد دياب رفضت الإدلاء بأية تصريحات إعلامية، وطلبت من وسائل الإعلام عدم تعاطي هذه المسألة، تاركة بهذا القرار أسئلة معلقة وعلامات استفهام كبيرة، حول قصة شاب كان يعيش حياة النجاح والشهرة، وفضل فجأة ترك كل شيء وراءه والالتحاق بالحرب في سوريا.

عربي 21