بخطوات متردّدة، إقتربت الطفلة من والدتها التي كانت ترتشف القهوة مع جدّتها في غرفة الجلوس. وعلى يمين الأمّ رمت بجسمها النحيل.. دقّات قلبها البريء تكاد تسمعها الجدّة من شدّة الخوف. أمسكت الفتاة ثوب أمّها بيدها الناعمة وأومأت إليها بالإقتراب منها لتهمس في أذنها. لبّت الوالدة الطلب وهي تشعر بارتياب إبنة الأربع سنوات من أمر ما. ما إن لامس ثغرها الزهري أذن الأم حتى همست فيها: "بدي خبرك شي، بس الله يخليكي ما تضربيني"، قطعت الأم وعداً لإبنتها بألا تعاقبها وسألتها: "شو القصة؟"، وبنظرة كانت تتلمس منها شفقة واستيعابا لما ستقوله، وبخجلٍ من الجدّة، طلبت الفتاة أن تُرافقها والدتها إلى غرفة جانبية.    

إستأذنت الأم من والدتها قليلا وأدخلت إبنتها غرفة نومها وسألتها مجدّدا: "شو في؟"، أجابتها طفلتها بلسان مرتبك: "البابا عم يعمل معي زعرنات"، وبدلا من أن تأخذ الأم كلام إبنتها على محمل الجدّ وتستفسر منها عن تلك "الزعرنات" طلبت منها عدم الكلام في الموضوع مجدّدا، هي لم تكترث ظنّا أن زوجها يُغنّج طفلته، خاصة وأنّه هو الذي يتولّى العناية بنظافتها وغسلها كلّما دخلت الحمام كون الأم تعاني من "ديسك" في ظهرها.  

رضخت إبنة الأربع سنوات لأوامر الأم التي اعتادت ضربها وتأنيبها، وصمتت على تحرشات الوالد الجنسية لعامين متتاليين، إلى أن تلقّت الوالدة إتصالا هاتفيا من إدارة المدرسة طالبة منها الحضور للقاء الأخصّائية الإجتماعية، ما إن وصلت حتى أخبرتها الأخيرة أنّ الطفلة تتحدّث عن تعرضها لتحرش جنسي من قبل والدها، سألت الأخصائية الأم بحضور الطفلة عمّا إذا كانت على علم بالأمر، فنفت ذلك بالمطلق، فتدخّلت الضّحية قائلة: "مبلا، شو بكي يا ماما، ما أنا خبّرتك أنو بابا عم يعمل معي زعرنات بس تضهري من البيت، وإنو عم يعمل pipi عليّ!".

  لم تتحمّل الأخصائية ما سمعته، طلبت من الطفلة أن تعود إلى صفّها، وشرحت للأمّ كيف رسمت إبنتها العضو الذكري لوالدها بدقّة، وأخبرتها أنّها مضطرة إلى تقديم إخبار الى السلطات القضائية بهدف حماية الصغيرة، وبالفعل سارعت الى تقديمه فأحيلت القضية أمام القضاء العسكري، كون الوالد "س" هو رقيب في الجيش فتمّ الإدعاء عليه بجرم إرتكاب فعل منافي للحشمة مع إبنته القاصر.

  وبالإستماع إلى الوالدة "م" التي تقدّمت بدورها بشكوى ضد زوجها بعد أن هجرها، أفادت أنّها لم تشك بتصرفات زوجها مع إبنتهما رغم ما أخبرتها به أكثر من مرّة.  

لم تقف الصدمة عند هذا الحد، بل بما كشفته والدة الطفلة بأن زوجها الموقوف كان يتناوب مع شقيقه على إغتصاب شقيقتهما الصغرى بعد ربطها بالسرير، كما وأنّ والدهما (جدّ الطفلة) إغتصب إبنته.  

ولا تزال هذه القضية قيد المحاكمة في جلسات سرية أمام المحكمة العسكرية الدائمة.

لبنان 24