لم يكن الأسبوع الـ 12 (المرحلة الأولى من إياب الدوري اللبناني بكرة القدم)، فأل خير على «العهد» و «النبي شيت»، حيث كانا أكبر الخاسرين، بالتعادل السلبي للأول مع «الشباب الغازية»، ما أفقده نقطتين ثمينتين قد تكونان سبباً بفقدانه اللقب، بينما سقط الثاني أمام «الراسينغ» على ارضه بهدف وحيد، افقده المركز الخامس لمصلحة «الأنصار»، علماً أن «الأنصار» تغلب على «طرابلس» بهدفين نظيفين السبت رفعاه إلى المركز الثالث مؤقتاً، لكن فوز «شباب الساحل» على «السلام» زغرتا (4 ـ 1)، أعاده الى المركز الثالث، وكذلك فإن فوز «النجمة» على «الإجتماعي» بهدفين نظيفين أعاده إلى المركز الرابع بفارق الأهداف.
وحتى الآن، يبدو أن «الصفاء» سيواصل مشواره الناجح نحو اللقب، حيث عزز صدارته للترتيب بفارق ست نقاط بفوزه السهل على «الحكمة» الجريح بثلاثية نظيفة باقل مجهود، ووحده ما يزال بلا أي خسارة بعدما حقق تسعة انتصارات في مقابل ثلاثة تعادلات، بينما بقي «الحكمة» بلا أي فوز، مثلث مثل «الشباب» الغازية.
ولم يشهد جدول الترتيب سوى تبدلين، الأول من فوق بحلول «الأنصار» مكان «النبي شيت» في المركز الخامس، والثاني من تحت بحلول «الراسينغ» مكان «طرابلس» في المركز السابع.
ولم تشهد مباريات الأسبوع الست سوى إشكال وحيد على «ملعب بلدية طرابلس»، حيث منعت قوى الأمن دخول جمهور «الإجتماعي» قبل انطلاق المباراة وعادت بالسماح له لاحقاً بعد ان هدد رئيس «الإجتماعي» عبدالله النابلسي بالإنسحاب، إلى تعرض قائد «النجمة» عباس عطوي للضرب على وجهه من لاعب «الإجتماعي» وائل بياض كلفته «البطاقة الحمراء»، وكذلك احتجاج إدارة ولاعبي «الإجتماعي» على عدم احتساب الحكم حسين أبو يحي لمسة يد على مهاجم «النجمة» قبل ان يحتسب «ركلة جزاء» لـ «النجمة» بعدها مباشرة.
يشار، إلى أن الحكم الدولي السابق رضوان غندور عاد عن اعتزاله التحكيم وقاد مباراة «النبي شيت» و «الراسينغ».
وهنا التفاصيل:
«الصفاء» * «الحكمة»
صيدا ـ عارف حرب:
لم يجد «الصفاء» صعوبة في تخطي «الحكمة» الجريح متذيل الترتيب، فاكتفى بثلاثة أهداف نظيفة سجلها في الشوط الأول على «ملعب بلدية صيدا»، وكان للهدف المبكر في الدقيقة الأولى الأثر الايجابي لإحباط معنويات الحكماويين وإراحة الصفاويين الذين خاضوا المباراة للمرة الأولى بالأجانب الثلاثة، فشارك البرازيليان راموس ورودريكو الى جانب تيزان كونيه، بينما بقي «الحكمة» يتخبط ولسان حاله يقول «انقذوني أنقذوني».
وبدا واضحاً أن «الصفاء» لم يتأثر لغياب قائده نور منصور المنتقل الى «العهد»، فبدا خط الدفاع متماسكاً ومنسجماً، حتى أن الظهيرين زين طحان وعمر الكردي، كانا مهاجمين في اغلب الفترات.
ولم تمض 53 ثانية حتى باغت «الصفاء» ضيفه بهدف سجله علاء البابا بعد عرضية من كونيه، وفي الدقيقة الـ 21 أضاف كونيه الهدف الثاني بعد عرضية متقنة من عمر الكردي، وبعدها بثلاث دقائق أضاف كونيه الهدف الثالث اثر عرضية من زين طحان.
وفي الشوط الثاني، لم يبذل «الصفاء» مجهوداً كبيراً لإطمئنانه إلى النتيجة، ومال لاعبوه إلى الهدوء من دون بذل مجهود كبير وبعيداً عن الاحتكاك خوفاً من أي اصابة، في الوقت الذي حاول لاعبو «الأخضر» تسجيل ولو هدف لكنهم لم يفلحوا في مرادههم، علماً أن القائم والعارضة «الحكماوية» حرما «الصفاء» من زيادة الغلة.
& مثل «الصفاء»: مهدي خليل، محمد زين طحان، راموس، علي السعدي، عمر الكردي، قاسم ليلا (حسن خاتون)، أحمد جلول، علاء البابا (سلطان حيدر)، حسن هزيمة (عماد الميري)، كونيه ورودريغو.
& مثل «الحكمة»: محمد حمية، حسن الخنسا، وليد شحادي، أحمد جرادي، أنس العمري، ديرك (محمد عبد الساتر)، حسن فردوس، حسين طحان، زكريا شرارة، محمد عطوي وعلي غليوم (كامل سرحان).
& قاد المباراة حسام المقدم، بمساعدة محمد رمال وحسن فحص، الى الرابع أحمد دمج.
«السلام» * «الساحل»
زغرتا ـ حسناء سعادة
تلقى «السلام» زغرتا أكبر خسارة على أرضه في المرداشية هذا الموسم وكانت أمام «شباب الساحل» (1 ـ 4)، أمام حضور لافت من جمهور «السلام».
بدأت المباراة بتبادل الفريقين السيطرة، وافتتح «الساحل» التسجيل في الدقيقة الـ 12 عبر وسيم عبد الهادي بتمريرة من حسن دندش، إلا أن رد «السلام» جاء سريعا مدركا التعادل في الدقيقة الـ 14 بواسطة الأورغوياني راوول بتمريرة من عمر زين، غير ان «ركلة الجزاء» التي احتسبها الحكم بعد عرقلة للمنفرد حسن دندشفي الدقيقة الـ(37)، ترجمها كبيرو بنجاح داخل الشباك الزغرتاوية.
في الشوط الثاني، بسط «الساحل» سيطرته وعزز تقدمه بهدف ثالث مبكر (48)، لكبيرو، ما أدى الى تضعضع «السلام» وتفكك خطوطه لاسيما الدفاعية، ما سمح لكبيرو بتحقيق الـ «هاتريك» بهدفه الشخصي الثالث و الرابع لفريقه (54).
& مثل «السلام»: محمود صيداوي، جان جاك يمين، ادمون شحادة، احمد المصري (علي حرب)، ألكس بطرس، محمود مرعوش، جوزاف لحود (عامر محفوض)، عمر زين الدين، راوول، كاساكا وهيبراني.
& مثل «شباب الساحل»: علي حلال، جاد نور الدين، عمر عويضه، زهير عبد الله، محمد فوال، حسن كوراني، دانيال اودافين، وسيم عبد الهادي (علي حوراني)، موسى كبيرو، حسن دنش (ايغور دي سوزا)، وموسى زيات (محمد سالم).
& قاد المباراة حسين ابو يحي، بمساعدة سامر بدر وعدنان عبدالله، إلى الرابع ماهر العلي.
«الاجتماعي» * «النجمة»
طرابلس ـ عمر ابراهيم :
لم تكن خسارة «الاجتماعي» امام «النجمة» بصعوبة على ارض «ملعب رشيد كرامي البلدي» في طرابلس (صفر ـ 2)، الحدث الابرز مقارنة بما رافقها من ضغوطات امنية، واخطاء تحكيمية واختراقات جماهيرية، افقدت هذه المباراة المرتقبة طرابلسيا جماليتها المفترضة، وساهمت بتشكيل عامل ضغط نفسي كبير على ادارة «الاجتماعي» الذي هدد رئيسه عبدالله نابلسي بالانسحاب من المباراة في حال لم يسمح لجمهور فريقه الكبير بالدخول الى المدرجات.
ويمكن القول ان «الاجتماعي» الذي حضّر جيدا لهذه المباراة بهدف تحقيق الفوز، حاول الاستفادة من عاملين كانا لمصلحته، وهما حرمان جمهور «النجمة» المعاقب اتحاديا من الحضور، والنقص في صفوف لاعبيه الاساسيين، فجهز جمهوره قبل ساعة من موعد المباراة، وبدا بارساله الى الملعب لكي يحجز اماكنه على المدرجات، لكنه فوجئ بقرار من قوى الامن الداخلي بمنعهم من الدخول، حيث انتشرت العناصر الامنية في محيط الملعب، وعند مداخله بمؤازرة عناصر مكافحة الشغب، وهي المرة الاولى التي توكل الى عناصر الامن الداخلي منذ سنوات عملية تنظيم المباريات في الدوري اللبناني، خصوصا وان الملعب في عهدة الجيش اللبناني، وهو الذي عادة يتسلم مهمة ضبط الامن في الملعب، الامر الذي طرح تساؤلات حول اسباب حضور عناصر قوى الامن الداخلي، وان كان لذلك خلفيات غير امنية، فضلا عن سبب منع الجمهور من الدخول، علما ان الجميع كان يعلم بعدم حضور جمهور «النجمة».
وبعد سلسلة مفاوضات وتهديد بالانسحاب، سمح لمن بقي من جمهور «الاجتماعي» بالدخول، وانطلقت المباراة مصحوبة منذ بدايتها بموجة عالية من الاحتجاجات على القرارات التحكيمية من قبل ادارة ولاعبي «الاجتماعي»، خصوصا بعد طرد لاعبه وائل بياض في الدقيقة الـ 33، بعد شجار مع قائد «النجمة» عباس عطوي بسبب ضربه الثاني على وجهه، ولاحقا بعد احتساب الحكم ركلة جزاء لـ «النجمة» في الدقيقة الـ 39، وكان «الاجتماعي» قد طالب قبلها باحتساب لمسة يد على مهاجم «النجمة».
وجاء الهدف الأول لـ «النجمة» في الدقيقة الـ 31 عبر محمود سبليني المتقدم، والذي استفاد من كرة مررها له حسن الامري وسددها على يسار الحارس.
وبعد طرد بياض، واصل «الاجتماعي»، لكنه تلقى الهدف الثاني من «ركلة جزاء» احتسبها الحكم بعد تعرض اكرم مغربي للعرقلة من الحارس أحمد قرحاني نفذها محمد جعفر (40).
& مثل «الاجتماعي»: احمد قرحاني، وسام الرفاعي (سميرالاي)، بسام اسعد، هشام نابلسي (جمال عيتاوي)، بلال مطر، وائل البياض، حسن الحايك (بسام مرزوق)، بشير عبد الرزاق، نيكولاس، ادم ودايفيد.
& مثل «النجمة»: ربيع الكاخي، محمد حمود، قاسم الزين، حسن أومري (مصطفى كساب)، محمد قاسم، عباس عطوي، محمد جعفر، محمود سبليني (يوسف الحاج)، اكرم مغربي (محمد المرقباوي)، فيلهي وسامويل.
& قاد المباراة هادي سلامة، بمساعدة هشام قانصو وتيسير بدر، إلى الرابع احمد سعيفان.
«النبي شيت» * «الراسينغ»
النبي شيت ـ طارق يونس
عاد «الراسينغ» من البقاع بثلاث نقاط ثمينة من»النبي شيت» بعدما تغلب عليه بهدف وحيد سجله «إبن البقاع» عدنان ملحم في بداية الشوط الأول، على «ملعب بلدة النبي شيت» البقاعية، وكان «الراسينغ» قد فاز ذهابا (3 ـ 1)، على «ملعب بيروت البلدي».
كانت البداية مثالية بالنسبة للاعبي «الراسينغ» الذين نشطوا منذ اللحظات الأولى وتوغلوا في المنطقة البقاعية وسجلوا هدفا مبكرا برأسية من عدنان ملحم مستثمرا كرة الروماني كالين كريستيان من ركلة ركنية (6)، وقد زاد الهدف من الفورة «الراسنغاوية» وسنحت للمهاجمين أكثر من فرصة للتسجيل لكنهم لم يستغلوها بالشكل الصحيح، مرة بسبب التسرع، وأخرى للرعونة في التسديد، وبعد منتصف الشوط اعتمد الضيوف على الهجمات المرتدة التي تكسرت في مصيدة التسلل التي نصبها أصحاب الأرض وأجادوا في تنفيذها. علما أن لاعبي خط الدفاع تحملوا عبء الهجمات البقاعية ونجوا من أكثر من فرصة خطرة على باب المرمى.
وفي الشوط الثاني، لعب «الراسينغ» بحذر ولم يغامر لاعبوه بالهجوم واكتفوا ببعض الطلعات المرتدة والتي لم تجد نفعا مع الدفاع البقاعي، باستثناء الكرة التي سددها الروماني اوكتافيان وصدها الحارس وارتدت من يديه إلى المقص الايمن (83)، كذلك كثفوا من تواجدهم في الخطوط الخلفية ومراقبة مفاتيح لعبة الفريق المضيف.
أما اصحاب الأرض، فكانت بدايتهم بطيئة وغير مجدية مع التحركات الراسنغاوية، لكنهم ما لبثوا أن تحركوا بطريقة افضل ابتداء من الدقيقة الـ12 عندما بدأوا في تهديد مرمى الخصم وفعلوا كل شيء باستثناء التسجيل، بسبب الرقابة التي تعرض لها المهاجمون، وخصوصا الليبيري اليسون دويه الذي افتقد لصانع ألعاب يجيد إيصال الكرات السليمة وغير المعقدة.
ولم يتحـرك لاعبو «النبي شيت» بالشكل المطلوب إلا مع دخول علي الاتـات بدلا من الليبيري دويه (64)، حيث نجح مع زملائـه في بسط السيطرةعلى منطقة الوسط وبدأوا بشن الهجمات المتلاحقة وشكلوا خطورة واضحة على المرمى عن طريق حسين العوطة (71)، وعلي بزي (80)، وتألق الحارس في صدهما منقذا مرماه من هدفين مؤكدين. وفي الدقائق الأخيرة ضغط البقاعيون بكل ثقلهم لمعادلة الأرقام لكنهم واجهوا دفاعا مستميتا من الضيوف حرمهم من تحقيق مرادهم.
& مثل «النبي شيت»: وحيد فتال، عبد الفتاح عاشور، نصار نصار، علي يعقوب، علي بزي، خالد الصالح (إبراهيم ابو حمدان)، شادي سكاف، محمد أبو عتيق (قاسم مناع)، اليسون دويه (علي الاتات)، عيسى يعقوبو، وحسين العوطة.
& مثل «الراسينغ»: محمد سنتينا، علي حميه، غازي حنينه، سرج سعيد (حسن قليط)، عدنان ملحم، محمد صادق، طارق حلوم، محمود كجك (بول رستم)، كالين كريستيان، اندريه فيتلارو، واوكتافيان دراغيتش (محمد مطر).
& قاد المباراة رضوان غندور، الذي عاد عن اعتزاله، علي المقداد ووليد دمج، إلى الرابع علي سلوم.

من المباريات
& قال لاعب «الصفاء» محمد زين طحان: صحيح أن فريقنا عزّز صدارته بفارق ست نقاط، لكن ذلك لا يعني شيئاً لأن المشوار لا يزال طويلاً وعلينا النظر الى الأمام وفريقنا قادر على إحراز اللقب.
وقال مدرب «الحكمة» فؤاد حجازي: تأثّرنا بالهدف المبكر علينا ما انعكس سلباً على اللاعبين، حاولنا العودة في الشوط الثاني وكانت السيطرة متكافئة، ولكن فشلنا في التسجيل وما زلنا نتمسك ببارقة الأمل للبقاء في الدرجة الأولى.
& اشاد مدير «شباب الساحل» حسين فياض بأداء اللاعبين معبراً عن سعادته باستعادة كبيرو لمستواه التهديفي، وكذلك إلى تألق وسيم عبد الهادي وحسن دنش الذي كان له دور في صناعة الأهداف، بقيادة المدرب موسى حجيج الذي عمل على أن يستعيد الفريق معنوياته.
& حضر مباراة «النبي شيت» و «الراسينغ نحو 300 متفرج، برغم تدني درجات الحرارة وقد خرج معظمهم في الدقائق الخمس الأخيرة بسبب هطول امطار غزيزة.
وقال رئيس «الراسينغ» جورج فرح بعد المباراة: كانت المباراة جيدة وكان لاعبو الفريق رجالاً واستحقوا الفوز، وتعتبر النتيجة أكثر من جيدة، لأنها تأتي في بداية مرحلة الإياب، مبروك لـ «الراسينغ» وهاردلك لـ «النبي شيت».
أما أمين السر في نادي «النبي شيت» احمد علي الموسوي، فقال: لم يظهر الفريق بالمستوى المطلوب، واستغل «الراسينغ» الثغرة الدفاعية من الجهة اليسرى، أتمنى أن نعوّض في المباريات المقبلة.
& برر مدرب «السلام» انس مخلوف الخسارة لقلة خبرة بعض اللاعبين، ما انعكس سلباً على الأداء، إلى بعض الاخطاء والاتكال على خط الدفاع.
& التزم جمهور «الاجتماعي» بانضباطه، رغم امتعاضه وهتافاته مراراً ضد الحكم، لكن مع انتهاء المباراة وتجدد الإشكال بين البياض وعطوي على ارض الملعب، وهما في طريقهما الى غرف الملابس، استغل بعض الجمهور الوضع وقام بإطلاق هتافات ورمي قارورات مياه، ليتبين انه ليس من عديد جمهور «الاجتماعي» بعد رفعهم علم «الأنصار» على المدرجات.