إستقال وزير العدل اللبناني أشرف ريفي من حكومة الرئيس تمام سلام بعد مخاض عسير مع أعضاء الحكومة من حلفاء وخصوم الذين على سواء صدموا من هذا القرار ومن توقيته. فقد بدا واضحا عمق الخلاف الذي بدأ يكبر بين اللواء وحزب المستقبل الذي زاده تأزما واقعة الإفراج عن الوزير السابق ميشال سماحة المتهم بنقل متفجرات من سوريا إلى لبنان. فقد شكلت هذه الواقعة إحراجا كبيرا لحزب المستقبل وخصوصا لريفي كونه وزير العدل. فأن يطلق سراح المتهم بتفجير مناطق للسنة في الشمال حيث البيئة الشعبية الحاضنة للوزير وفي عهده صعبة أن تمر مرور الكرام ومن سابع المستحيلات أن يقف ريفي متفرجا أمامها. فلا كلام التنديد ولا بيانات الإستنكار ولا تحويل القضية إلى القضاء الكندي باتت تستوعب غضب الشارع الشمالي فقدم إستقالته كردة فعل على واقع أصبح هو نفسه عاجزا عن مواجهته.
  منذ إنتهاء مخدوميته في سلك قوى الأمن الداخلي تغير خطاب أشرف ريفي كليا. فاللواء إبن المؤسسة الأمنية الوطنية الأولى بدأ يميل بخطابه إلى مستويات تخاطب مشاعر وأحاسيس وهواجس أبناء طائفته وأصبح مرتاحا أكثر في الهجوم على حزب الله وإنتقاد إيران. هذا الخطاب أكسبه الشارع الشمالي وتحول إلى خصم حزب الله الأول في البلد في ظل غياب رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عن لبنان. ظلت خطاباته تصعيدية وتدعو إلى النضال بوجه سياسات إيران حتى الوصول إلى مرحلة تصعيدية خطرة تدعو إلى الطلاق مع حزب الله. التصاعد الخطير في خطاباته أوصله إلى مرحلة العداء الكلي مع حزب الله وهنا إختلف مع المستقبل.
  تحسس سعد الحريري من ما بات يسمى ظاهرة أشرف ريفي في الشمال الذي تحول إلى مشروع قائد بديل عنه في العمق الإستراتيجي لسنة لبنان. خاف الرجل حتى لو لم يظهر ذلك،  فتبنى خطاب تصعيدي هو الآخر إتجاه حزب الله لكنه خطاب كان سقفه حوار عين التينة بينه وبين حزب الله فلم يرد المستقبل إيصال الأمور إلى مرحلة الطلاق أو العداء بل حصر الأمور في خصومة سياسية تختلف على الرؤية الإستراتيجية للبنان. 
  هذا الخطاب العقلاني نوعا ما لا يحلو للشارع الشمالي في زمن الإيديولوجيات الإسلامية المتطرفة فهم يرون ما يلحق بسنة المنطقة من خيبات وإنزلاقات ويريدون خطاب أقوى ومتشدد يشبه خطاب ريفي خصوصا أن العقلانية والإعتدال التي يتبناها حزب المستقبل لم تحقق إلا تسربا في بيئته نحو أحزاب إسلامية سلفية تخاطب حزب الله بلغة تروق لهم، لذلك فأبناء الشمال ضاقوا ذرعا بسياسات حزب المستقبل التنظيرية التي لا تقدم ولا تؤخر في المشهد العام وباتوا بحاجة إلى بديل واقعي يؤمن الحد الأدنى من طموحاتهم وآمالهم. فكان أشرف ريفي حل مقبولا فهو الرجل الذي يتكلم بلهجة قوية ضد حزب الله وينتقد إيران وهو العدو الأول للحزب وإبن المنطقة ومقرب لهم ويعيش أوجاعهم وآلامهم.لذلك لم يوفر أشرف ريفي فرصة إلا وإنتقد الحزب فيها وبدأ يخرج عن الإطار العريض الذي وضعه حزب المستقبل لسياسته فتعارضا. من هنا إنتقد سعد الحريري خطوته الأولى التي قام بها في الحكومة وتبرأ منها مهاجما المزايدين عليه.
  الإختلاف أصبح واضح ولا يغطيه قبلات البيال. فالأزمة عميقة بين سعد الحريري الذي بات يخشى أشرف ريفي المشروع البديل عنه وبين اللواء الذي شعر بإحراج أمام بيئته بعد أن ظهر عاجزا أمام محاكمة سماحة ففر إلى الأمام وقدم إستقالته.
  أشرف ريفي يقول للجميع أنا لا أستطيع إعادة سجن سماحة ولكن أستطيع أن أتمرد على قرار سعد الحريري وأرضي بيئتي.
  فاللواء المتمرد يضرب عصافير كثيرة بحجر واحد وحزب الله يتفرج.